الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما لدي هو سحر مأكول؟

السؤال

السلام عليكم

كنت قد وصلت إلى مرحلة اليأس والحزن، وفقدان الأمل في كل شيء لدرجة كبيرة جدا، حتى أنني لم أرد أن أذهب إلى العمل رغم أني شخص طموح وأحب العمل بسبب عدم التوفيق في عملي، وتصيبني أمراض مختلفة لا أعرف سببها، وأجمع المال من عملي، لكن لا أعرف أين يذهب.

وصلت إلى درجة أنني أشكك في كلام الله سبحانه وتعالى رغم حبي لسماع القرآن، فعرفت أن هذا ليس شيئا طبيعيا، فذهبت إلي شيخ ثم قرأ علي بعض الآيات، وأخذ يضغط على قدمي فإذا بألم شديد، ثم قال لي هناك سحر في بطنك، ويجب أن يخرج، فقال لي اشرب، سني مكي وحبة الملوك أو ماء بملح بمعنى أنه لا بد أن تتقيأ.

لكن بعد محاولات كثيرة لم أستطع أن أتقيأ سوى فقط أدخل الحمام كثيرا، فاتصلت بالشيخ قال لي لا بد أن تتقيأ ولمدة ثلاثة أيام، لكن لا أعرف ماذا أفعل.

أدعو الله أن يشفيني أنا وكل مريض من هذا السحر اللعين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى العظيم أن يشفيك، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، وأن يمن عليك بالعافية، وأن يصرف عنك كل مكروه.

وثانياً: ينبغي أن تعلم أيها الولد الحبيب أن من أعظم أسباب الشفاء الحالة المعنوية للمريض، والقدرة النفسية لا تقل أثراً في مدافعة المرض عن مدافعة الأدوية للمرض، ولهذا شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم زيارة المريض لتتقوى نفسه، ونحن ننصحك بأن تعزز وتقوي حالتك النفسية، بأن تعلم بأن الضر والنفع بيد الله سبحانه وتعالى، وأنه قدير على أن يكشف ما بك من الضر، وأن أحدا لا يستطيع أن يضرك إلا بإذن الله، وأن البلاء له أمد ينتهي ويرتفع، تذكرك لكل هذه المعاني يقوي نفسك، الوصول إلى حالة العافية فتقوى النفس على مدافعة ما ينزل بها من الأسقام والأمراض.

ثالثاً: ننصحك بالمداومة على الرقية الشرعية، ولو بأن ترقي نفسك بنفسك، فنحن لا نستطيع أن نحكم على هذا الشيخ الذي ذهبت إليه هل هو من الصادقين المتمسكين بالسنة الواقفين عند حدود الشرع أو لا، وإن كان هذا لا يخفى على من لاحظ أحواله الظاهرة من حيث التمسك بالسنة وحضور الصلوات في جماعة المسلمين، وابتعاده عن المحرمات في حياته، فإن كان كذلك فاستعن به، ولكن علق قلبك بالله سبحانه وتعالى وأكثر من استعمال الرقية الشرعية بنفسك، فالرقية الشرعية أمرها سهل هين بأن تقرأ سورة الفاتحة، وتكررها مرات ولو بغير عدد، وآية الكرسي، والآيات الأولى من سورة البقرة، والآيتين الأخيرتين منها، وقل هو الله أحد، والمعوذتين قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، تقرأ الآيات التي ذكر الله تعالى فيها إبطال السحر، والآيات التي قال الله تعالى فيها عن موسى أنه قال: (ما جئتم به السحر إن الله سيبطله)، فاقرأ هذه الآيات في ماء ولو أخذت معها سبع ورقات من شجرة السدر فطحنتها ووضعتها فيه، فإن هذا نافع بالتجربة كما يقول العلماء، واشرب من هذا الماء واغتسل ببعضه وداوم على هذا، ولا تيأس إذا لم تر آثاراً قريبة، فإن لكل أجل كتاب، وقد يبتلي الله سبحانه وتعالى عبده المؤمن مدة معينة، ثم يكشف عنه هذا الابتلاء، فداوم على هذا وسترى العافية بإذن الله.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمن عليك بالعافية والشفاء، وأن يصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً