الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والخوف والتوتر

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من خوف وتوتر وقلق وأستخدم السيروكسات بجرعة 20 منذ 17 سنة، وكانت حالتي مستقرة بنسبة 80 بالمية، ولكن منذ سنة تقريباً أصابتني حالة وأنا خارج المنزل خوف بدون مبرر وغير منطقي وأريد العودة للبيت بسرعة، ومن بعدها لا أريد الخروج من المنزل، حاولت كثيرا ولكن بعد أن أبتعد عن المنزل يأتيني التفكير والتوتر، مع العلم لا يوجد تسارع ضربات بالقلب، ولكن خوف وتفكير سيء، ولا أستطيع التحكم بهذا العارض، وعند العودة للمنزل أرتاح ويذهب كل شي، وأصبح هذا الهلع والقلق والخوف عائقا كبيرا في حياتي حالياً واتجاه عائلتي، أصبحت مقصرا معهم بأمور كثيرة بسببه، وأنا أفكر حالياً بتغير الدواء إلى السبراليكس، كيف أنتقل؟ هل أوقف السيروكسات وأنتقل للسبراليكس بدون تدرج؟ وفي أي وقت أتناوله الصباح أم المساء؟ وإذا لديكم نصيحة بدواء أو خطة للعلاج أرجو الإفادة.

شكراً لما تقدمونه من مجهود وجعله الله بميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ما أصابك -أخي الكريم- هو نوع ممَّا نسميه بنوبات الهلع مع رهاب الساحة، وهذا يجعلك طبعًا تحسّ بأمان المنزل إذا رجعت بسرعة شديدة.

أخي الفاضل: أرجو ألَّا تعيش تحت القلق التوقعي، بمعنى ألَّا تتوقع هذه النوبات، ولا تعش تحت تهديدها، هذا أمرٌ يحدث وقد انتهى، وأيضًا يجب أن تلجأ للمبدأ السلوكي الممتاز، وهو التعريض، مع منع الاستجابة، يجب أن تخرج، تُصلي مع الجماعة في المسجد، تتفقّد جيرانك، تدخل في برنامج رياضي مثلاً مشي، الالتحاق بصالة من صالات الرياضة -أو شيء من هذا القبيل- مع بعض الأصدقاء.

إذًا التعرض مع منع الاستجابة هو العلاج الأساسي بالنسبة لك. أيضًا ممارسة تمارين الاسترخاء مع الاستغراق الذهني والتأمُّل الإيجابي سوف تُساعدك، حيث إن المخاوف وحتى رهاب الساح - أيًّا كان سببه - أحد مكوناته الرئيسية هي القلق، والقلق الشديد.

هذه تعليمات وتوجيهات علاجية مهمّة جدًّا دائمًا نذكرها في علاج الرهاب الاجتماعي وأنواع الرهاب الأخرى.

الدواء يساعد ويُساهم ولكن يجب ألَّا نعتمد عليه بالكلية.

الانتقال من الـ (زيروكسات) إلى الـ (سيبرالكس) أمر سهل - يا أخي - لأن الرابط الكيميائي بين الدوائين قريب جدًّا. أنت الآن تتناول الزيروكسات بجرعة صغيرة، وهي عشرون مليجرامًا، ولا يوجد أي إشكال. أريدك أن تجعل جرعة الزيروكسات هذه عشرة مليجرام - أي نصف حبة - وفي ذات الوقت تبدأ تناول السيبرالكس بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - وبعد عشرة أيام اجعل جرعة السيبرالكس عشرة مليجرام، ثم تناول الزيروكسات بجرعة عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الزيروكسات.

واستمر على السيبرالكس بجرعة عشرة مليجرام لمدة شهرٍ، ثم يمكن أن تصل لقمّة البناء الكيميائي للسيبرالكس من خلال أن تجعل الجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة وانتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي: عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم يمكنك أن تتواصل مع طبيبك أو معنا هنا في الشبكة الإسلامية.

لكن بالنسبة لي حقيقة: بالرغم من أن الدواء مفيد جدًّا لكن لا أريدك أن تعتمد عليه لوحده، لابد أن تعتمد على البرامج التأهيلية السلوكية، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لمنع الانتكاسات.

السيبرالكس: الشركة المصنعة تنصح بتناوله في أثناء النهار، لكن قلّة قليلة من الناس يشتكون من أنه سبَّب لهم النعاس. فأنت ابدأ في تناوله نهارًا، وإذا شعرت بأي نعاس تناوله مساءً، والجرعة هي مرة واحدة في اليوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً