الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا ناجحا للرهاب والقلق والاكتئاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من رهاب اجتماعي متوسط، وقلق مستمر وأحيانا اكتئاب، وأتجنب المناسبات العائلية، وأنا شخص عصبي، وعصبيتي تزداد أحيانا أكثر من اللازم، علما أني ملتزم بالصلاة، وأغلب الأوقات أصليها في المسجد.

لم أتناول أي دواء من قبل، وأريد علاجا فعالا لمدة قصيرة، وسعر اقتصادي، ويكون متوفرا، ولا أعاني من أي أمراض -والحمد لله- غير القولون العصبي فقط.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خديجة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ونشكرك – أخي الفاضل أبا خديجة – على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية، وأحمد الله تعالى لك على التزامك بالصلاة، وعلى أن صحتك البدنية طيبة -بإذنه سبحانه وتعالى-.

نعم هناك علاقة وثيقة بين الرهاب الاجتماعي وبين القلق المستمر والاكتئاب، حيث تجد صعوبة في التواصل مع الناس أو الحديث معهم، أو التحدث أمام عددٍ من الناس، فهناك علاقة بين هذا الرهاب وبين التوتر والقلق وربما شيء من الاكتئاب، بسبب إدراكك للصعوبات التي تواجهها في لقاء الناس والتواصل معهم.

ومن النتائج الطبيعية للرهاب الاجتماعي – وهذا ورد في سؤالك – أنك تتجنّب المناسبات العائلية، ولقد ورد في سؤالك أنك لم تذهب إلى طبيب من قبل، ولم تتلق العلاج.

أمامك احتمالان أخي الكريم:
الأول: أن تُعالج نفسك عن طريق العلاج السلوكي، والذي هو بشكل بسيط عفوي: اقتحام الأماكن التي كنت تتجنّبها بسبب رهبتك من اللقاء بالناس، فالرهاب الاجتماعي يدعو الإنسان أو يدفعه لتجنُّب الخروج واللقاء بالآخرين، ولكن هذا التجنُّب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدُها تعقيدًا وشدة، فالعلاج السلوكي هو بأن تدفع نفسك إلى الدخول في هذه الأماكن للقاء الناس والحديث معهم، حتى تعتاد شيئًا فشيئًا على اللقاء بالناس ومن دون أن تشعر بالحرج الشديد.

نعم يمكن أن يكون هناك بعض التوتر والقلق بدايةً، إلَّا أنك ستعتاد على هذا الموضوع. هذا من جانب.

من جانب آخر: إذا لم يُفلح ولم تنجح في كل هذا – وليس عيبًا فيك، فالكثير من الناس يجدون صعوبة في تجاوز الرهاب الاجتماعي والخروج إلى الناس – فعندها ربما يفيدك مراجعة عيادة الطبيب النفسي الموجود عندك في المدينة، لتأخذ معه موعد، ليقوم بتقييم حالتك النفسية، ويأخذ منك تفاصيل أكثر ممَّا ورد في سؤالك، وبالتالي يضع التشخيص المناسب، هل هو فقط رهاب اجتماعي، أو غيره، ثم يشرح لك الخطة العلاجية، سواء التي تقوم على العلاج الدوائي بأحد مضادات التوتر والقلق والاكتئاب، وهي أدوية لا تُسبب الإدمان، أو بالإضافة إلى ذلك العلاج المعرفي السلوكي عن طريق عدة جلسات قد تصل إلى سبع أو ثمان جلسات، تخرجُ من خلالها وقد خرجت من حالة الرهاب، واعتدت على اللقاء بالآخرين.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً