الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحدثت مع شاب وندمت على ذلك، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بنت عزباء، قبل أسبوعين تقدمت لوظيفة في مستشفى، وأنا الحمد لله ملتزمة، ويوجد بالقسم لدينا شابان متزوجان.

سؤالي هو: بأن شاباً منهم كان يشاهد فيديو، وكان في الفيديو أغنية، وكان يسأل عن كلمات الأغنية لأنه لا يفهمها، لما أعاد الفيديو أكثر من مرة عرفت الكلمة التي بالفيديو فحكيت له عن معناها.

سؤالي هو: هل الذي فعلته خطأ؟ لأني ندمت على هذا الموقف، علماً بأني لا أحب أن أتواصل أبداً معهم بتاتاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في موقعك إسلام ويب.

أولاً: نُهنؤك بما منّ الله تعالى عليك به من الالتزام، والحرص على اجتناب ما حرّم الله تعالى، وهذا كلُّه فضلٌ من الله تعالى عليك، نسأل الله أن يزيدك هدىً وصلاحًا وتوفيقًا.

من مظاهر التوفيق – أيتها البنت العزيزة – أنك تسألين عن التصرُّف الذي وقعت فيه، ويقع في صدرك نوع من التضايق والإحساس بأنه قد يكون في هذا الموقف مخالفة لما يُريده دينك منك، وهذا كلُّه في الحقيقة مظهر من مظاهر توفيق الله تعالى لك، نسأل الله أن يُعينك على مرضاته، وأن ييسّر لك طاعته.

ممَّا لا شك فيه – أيتها البنت العزيزة – أن الالتزام بتوجيهات الله تعالى وتوجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم، والوقوف عند حدود الشرع وبالأخص في هذا الزمان الذي نحن فيه، وفي البيئات التي نعيشُها، قد يكون شيئًا شاقًّا بنوع مشقة، ولكنّ الله تعالى يُسهّله وييسّره لمن أراد لهم الخير والتوفيق، فاحرصي أن تكوني من هذا النوع من الناس، واعلمي أن الله تعالى سيتولى عونك، وييسّر لك أسباب مرضاته، مهما بدا لك أنه شاق أو مُتعب.

من هذه التوجيهات التي جاء بها شرعنا الحنيف توجيهات للمرأة في كيفية حديثها مع الآخرين من الرجال الأجانب، فقد نهى الله تعالى أشرف النساء وأطهرهنَّ، وهنَّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، نهاهُنَّ أن يخضعن بالقول مع رجال هم أطهار هذه الأمة، وأخيار هذه الأمة، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، فكيف بغير هؤلاء النسوة من النساء مع غير هؤلاء الرجال من الرجال.

لهذا نصيحتنا لك أن تكوني حذرة من تجاوز الحدود في كيفية الكلام مع الرجال الأجانب، يجوز للمرأة أن تتحدث مع الرجل الأجنبي في حدود الضرورة إلى الحديث، وبالتزام التوجيهات الشرعية، من ذلك: عدم الخضوع واللين في الكلام، ولهذا الفقهاء يرون أن المرأة لا ينبغي لها أن تبدأ الرجال الأجانب بالسلام، فكيف بغيره من الكلام؟! وهذا كله حافظًا على المرأة، وحراسة لها من الوقوع فيما لا تُحمد عاقبتُه.

احذري – أيتها البنت الكريمة – من مكر بعض الرجال وكيدهم، فبعضهم لخُبثه يتظاهر أمام الفتاة بمظاهر خادعة، ويُظهر الصدق والاحتشام ونحو ذلك من المظاهر الخدّاعة، التي قد تغرّ المرأة وتخدعها، فإذا وصل إلى بُغيته ظهرتْ حقيقتُه.

لهذا ننصحك بأن تكوني حذرةً كل الحذر في تعاملك مع هؤلاء الشباب الذين حولك في الوظيفة، وأن تلتزمي حدود الله تعالى، فلا تتكلمي معهم إلَّا فيما يدعوك العمل إلى الكلام معهم فيه، مع عدم تليين الكلام والخضوع فيه، وسيحرسك الله تعالى، ويتولى حمايتك وتوفيقك كلّما كنتِ حريصة على التزام شرعه والوقوف عند حدوده.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً