الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من هو بعمر 16 عاما هل يشعر بالاكتئاب أم أنه مجرد قلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 16 عاما، شخصني طبيب نفسي بإصابتي بالاكتئاب، ووصف لي أدوية، مثل: zolfot وأريبال، وهذه الأدوية أشعر أنها دمرت جسدي، أصبت بخمول دائم، وربما هذه الأدوية فيها مهدئات.

أحفظ من القران الكريم 11 جزءا، لكني انحرفت وأهملت دراستي، وأصبت بإدمان العادة السرية، وأريد الزواج، لكني لا أستطيع، وأعاني من جفاف شديد، فما توجيهكم لي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

الاكتئاب النفسي في مثل عمرك -أي في مراحل اليفاعة والمراهقة- يكون دائماً اكتئاباً عارضاً، اكتئاباً لحظياً لا يستمر كثيراً -أيها الفاضل الكريم-، وأنا لا أحب أن اسميه اكتئاباً، إنما اسميه عسرا في المزاج، لا أريدك أبداً أن تعتبر نفسك مكتئباً، هو تفاعل ظرفي ويمكنك الخروج منه، وذلك من خلال السعي لتغيير الذات، الله تعالى حباك بالعقل وحباك بالإدراك والبصيرة، والمعرفة، والفكر، وأنعم عليك بنعمة الإسلام، فمن هنا يجب أن تنطلق، وأن تجعل لنفسك أهدافا في الحياة، وأهدافك يجب أن تكون واضحة جداً، التعليم، وكما تفضلت الزواج، هذه كلها أهداف عظيمة، وأن تكمل حفظك للقرآن، أنت لديك أشياء طيبة يجب أن تنطلق من خلالها، والإنسان حين يقوم بالفعل الإيجابي، وأن تكون له مشاعر إيجابية وأفكار إيجابية، قطعاً الفكر السلبي والشعور السلبي والفعل السلبي لن يكون جزءا من حياته، وأنا أنصحك أن تسعى دائماً لبر والديك، لأن بر الوالدين فيه خير كثير للإنسان.

العادة السرية -أيها الفاضل الكريم- أنت ذكرت أنك قد أدمنت عليها، أول ما توقفه في ما يتعلق بالعادة السرية هو التفكير الجنسي المصاحب للعادة السرية، هذه هي نقطة الارتكاز، وأن تعرف أن هذا الفعل فعل خبيث وسيء، وأنت لا تريد لنفسك أن تكون مستعبداً، وتعرف أن هذه الممارسة تؤدي إلى القلق، تؤدي إلى التوتر، إلى إضعاف الشخصية، وتضر بالإنسان كثيراً بعد الزواج فيما يتعلق بالمعاشرة الزوجية، والعادة السرية منقصة للدين، وأعتقد أن هذه أسباب كافية جداً لأن تجعلك تبتعد عنها، وأن تهتم بأشياء أخرى، قراءة القرآن، الحياة الطيبة، بر والديك، أنت إنسان فيك خير كثير، فأرجو أن لا تعطل عجلة حياتك من خلال هذه الممارسات الخاطئة.

عليك بالصحبة الطيبة، لأن الإنسان يحتاج للرفقة الصالحة التي تأخذ بيده، أنصحك بأن تنظم وقتك، تنظيم الوقت من أهم سبل النجاح في الحياة، تجنب السهر، وهذه هي النقطة الجوهرية والارتكازية لحسن إدارة الوقت، الإنسان حين ينام مبكراً يستيقظ مبكراً، ويكون قد أعطى نفسه الفرصة ليحدث ترميما كاملا في الخلايا الجسدية والدماغية، كذلك الموصلات العصبية الكيميائية للجسم، ويستيقظ الإنسان منتعشاً، ونشطاً، ويؤدي صلاة الفجر، ثم بعد ذلك يبدأ يومه، وهذا أفضل وقت لأن تحفظ فيه القرآن الكريم، تمارس تمارين رياضية إحمائية مثلاً، تذهب بعد ذلك إلى مرفقك الدراسي وهذا أمر مهم جداً، وأنت لديك الكثير والكثير جداً الذي يمكن أن تقوم به، وهذا قطعاً سوف يحسن مزاجك، ويجعلك في وضع أفضل كثير، لا داعي لعلاجات دوائية في هذه المرحلة، فالتوجيه الذي ذكرته لك إن طبقته بصورة جيدة سوف يكون كافياً جداً.

بالنسبة للجفاف الشديد الذي تعاني منه غالباً سببه القلق، لكن طبعاً سيكون من الجيد أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، التأكد من مستوى السكر لديك، وقوة الدم، الدم الأبيض، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12)، وظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات روتينية بسيطة وغير مكلفة، والإنسان حين يجد كل شيء صحيحا، قطعاً هذا له مردود إيجابي كبير على النفس.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً