الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مخاوف وهلع وتسارع في دقات القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 28 سنة، متزوجة، ولدي طفل منذ فترة بدأت أعاني من تسارع في دقات القلب في أقل مجهود ويرافقه ضيق في التنفس، وأنا لا أنكر أني لدي وسواس ومخاوف بشكل دائم، وعانيت منذ 4 سنوات من حالات الهلع، والحمد لله تغلبت عليها بدون أدوية نفسية، ثم بدأ معي ضيق تنفس، وبعدها بفترة أصبح يرافقه تسارع في دقات القلب، حتى إذا كنت جالسة ونهضت قلبي يدق بسرعة كبيرة.

ذهبت إلى عدة أطباء وعملت تحاليل وصورة للرأس وللصدر، وكانت النتائج سليمة وعملت تخطيطاً للقلب عند دكتور الداخلية ظهر عندي تسارع بسيط، والدكتور رجح السبب أن يكون نفسياً لأنه سألني عدة أسئلة نفسية، وتبين له من الأجوبة أنها حالة نفسية فوصف لي دواءDideral 40mg HCI حبتين في اليوم لمدة 25 يوماً، ولأن لدي دراسة وامتحانات خائفة أن يسبب لي نعاسا شديدا، وخائفة من تناول جرعة كبيرة، وأنا خائفة الآن من الإدمان عليه وأصبحت أخاف من قطعة، وخصوصاً أني لأ أعلم كيفية التدرج في قطعه، لأني قرأت أنه ممكن أن يسبب جلطات إذا قطع فجأة، وخائفة أن يصبح لدي حمل ويؤثر على الحمل، كيف يمكن أن أقطعه تدريجياً فالدكتور لم يصف لي طريقة قطعه!

كذلك لدي مخاوف من كل شيء، حتى إذا سمعت صوت باب انفتح يدق قلبي بسرعة، أو إذا شممت رائحة غاز في البيت يدق قلبي بسرعة، وإذا خرجت للخارج أتوتر، وفي آخر فترة أصبحت أشعر بألم في قلبي، ونخزات وحرارة في القلب مع تسارع في النبضات.

أخاف أن يكون لدي مرض بالقلب ولم يظهر بالتخطيط، وأحياناً يدق قلبي بدون التفكير بأمور سلبية هل يمكن أن يكون نفسياً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

تسارع ضربات القلب بالصورة التي ذكرتِها بالفعل قد يكون سببه هو القلق والمخاوف، وفي بعض الأحيان يكون زيادة نشاط الغدة الدرقية سببًا، وفي بعض الحالات يكون الأمر مرتبطاً بكهرباء القلب، وهذه حالات نادرة.

أنت قمت بكل الإجراءات الطبية الفحصية، وتأكد سلامتك، وتأكد أنه ليس لديك زيادة في نشاط هرمون الغدة الدرقية، وهذا أمرٌ مطمئنٌ جدًّا.

قبل أن نتحدث عن الدواء أريدك أن تطمئني، أريدك أن تُطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة مهمّة جدًّا ومفيدة جدًّا، الشهيق العميق وببطء يعقبه الزفير العميق والبطيء، ويكون الشهيق عن طريق الأنف والزفير عن طريق الفم، ويجب حبس الهواء في صدرك ما بين الشهيق والزفير على الأقل لمدة أربع ثوانٍ، ومدة الشهيق هي ثمان ثوانٍ، ومدة الزفير أيضًا ثمان ثوان، ويُطبق هذا التمرين خمس مرات متتالية، وتكونين في وضع استرخائي على السرير، وتتأمّلين وتفكّرين في شيء جيد.

هذه التمارين ممتازة جدًّا، وإسلام ويب أعدت استشارة فيها وصف هذه الطريقة من تمرين الاسترخاء، ورقمها (2136015) أرجو أن ترجعي لها وتطبقي ما ورد بها من إرشادات بخصوص الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تمارين الاسترخاء.

أنصحك أيضًا أن تتجنبي تناول الكافيين بقدر المستطاع، يجب أن تُقلّلي من شُرب الشاي والقهوة، هذا مهمٌّ جدًّا، وكذلك البيبسي والكولا، كل محتويات الكافيين يجب أن تخفضي منها.

بالنسبة للدواء الذي وصفه لك الطبيب: الـ (Dideral) هو دواء معروف، وينتمي لمجموعة من الأدوية تُسمّى (كوابح البيتا) وهو بالفعل يُخفض من ضربات القلب بصورة ملحوظة جدًّا، وهو ليس دواء خطرا أبدًا. جرعة ثمانين مليجرامًا - أي أربعين مليجرامًا مرتين في اليوم - قد تكون جرعة كبيرة نسبيًّا - مع احترامي الشديد للطبيب - وأنا حقيقة أريدك أن تبدئي بعشرين مليجرامًا في الصباح، وعشرين مليجرامًا في المساء، وتستمري عليها، وبعد ذلك تقيّمي نفسك.

إذا قلّت هذه الضربات وشعرت بالارتياح فلا داعي لزيادة الجرعة، أمَّا إذا لم تحسّي بالارتياح فيمكن أن ترفعي الجرعة إلى أربعين مليجرامًا صباحًا وأربعين مليجرامًا مساءً، وهذه لا تُعتبر خطرة أبدًا.

أتفق معك أن التدرُّج مهم في التوقف عن هذه الأدوية، حين يريد الإنسان أن يتوقف عنها، مثلاً: إذا كنت تتناولين أربعين مليجرامًا صباحًا ومساءً، اجعليها عشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين آخرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة الصحيحة، وأرجو أن تطمئني، وأودُّ أن أضيف أنك ربما تحتاجين لدواء آخر، الـ (Dideral) والذي يُعرف باسم (بروبرانولول propranolol) هو حقيقة من كوابح البيتا، يُخفض ضربات القلب، دون أن يُؤثّر سلبيًّا على القلب، لكنّه لا يزيل القلق والخوف، بمعنى أنه يزيل الأعراض الجسدية للقلق وللخوف، لكنّه لا يقتلعه من أصله، والأدوية التي تُعالج المخاوف هي عقار (اسيتالوبرام Escitalopram) وعقار (سيرترالين Sertraline).

هذه من أفضل الأدوية، ومن أسلم الأدوية، لكن ما دام الطبيب لم ينصحك بها فطبّقي ما ذكرتُه لك، وتناول الدواء بالصورة التي ذكرناها لك، وأسأل الله لك التوفيق، وإذا شعرت بأي شيء يمكنك التواصل معنا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً