الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالندم الحقيقي بعد مشاهدة المسلسلات الغرامية.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي كالآتي: شاهدت مسلسلات تحتوي قصصها على رجل يحب امرأة، ولكن المشكلة أنه ليس حبا عاديا، بل ربما هوس أو ما شابه ذلك، سؤالي هنا: إني أحسست أني اندمجت مع الأمر - والعياذ بالله - وأنا أعلم أن هذا الحب زائد، وقد يدخل في قول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ).

ولا أعرف ما مكانتي الآن من ناحيه إيماني وعقيدتي، فأنا بذات نفسي لا أحب أكثر من نفسي إلا الله ورسوله، وجزء مني يوسوسني أيضا.

كما أنني حاولت الندم علي ما فعلت، وقلت لنفسي أني يجب أن أتوب، وأن ما أفعله قد يكون أكبر من ذنب، رغم أنني وقعت في نفس الذنب أكثر من مرة بنفس التفكير، ولكني أشعر وأني لا أجد الندم - والعياذ بالله - فما حكمي الآن في ديني وعقيدتي؟ وبماذا تنصحونني؟

علما بأني مررت الفترة السابقة ببعض الوساوس في إيماني وعقيدتي، وما إلى ذلك.

آسفه للإطاله عليكم، وجزاكم الله خيرا، وأكرمكم من نعيمه في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريناد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يصرف عنا وعنك كل مكروه، وأن يحمينا من وسواس الشيطان.

ثانياً: ما تعانين منه ابنتنا الكريمة هو مجرد وساوس، يحاول الشيطان من خلالها أن يدخل الحزن إلى قلبك، ويجعلك تشعرين بالبعد عن الله سبحانه وتعالى والوقوع فيما يغضبه عليك، ليُيَئِسك من رحمة الله تعالى، فكوني على حذر من هذه الوساوس.

ونصيحتنا لك أن تكوني جادة في عدم الاسترسال معها حتى لا تتسلط عليك، فإنها إذا تسلطت عليك أوقعتك في أنواع من الضيق والحرج، وأنت في غنى عن هذا كله، وعافية منها، فتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى ليخلصك من هذا الشر، وهذا الخلاص سيحصل لك إذا اتبعت الإرشاد النبوي والنصائح النبوية في التخلص من الوسوسة، أول هذه النصائح الإعراض الكامل عنها، فلا تلقي لها بالاً، لا تهتمي بها، ولا تسترسلي معها.

النصيحة الثانية: الاستعاذة بالله تعالى كلما داهمتك هذه الأفكار الوسواسية، والنصيحة الثالثة الإكثار من ذكر الله تعالى، فإذا فعلت ذلك فإنك ستتخلصين منها بإذن الله.

وهذا السؤال الذي بين أيدينا الآن منك هو أثر من آثار هذه الوساوس، فلا تبحثي عن إجابة عن هذه الوساوس ولا عما تمليه عليك، بل انصرفي للاشتغال بأي شيء ينفعك من أمر الدين أو من أمر الدنيا كلما داهمتك هذه الوسوسة، وستجدين نفسك بإذن الله قد تخلصت منه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنا وعنك كل مكروه.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً