الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصلت خلافات بيني وبين زوجتي وأفكر بفراقها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير.

أنا متزوج حديثاً منذ شهرين، وهي حامل، ومشكلتي معها هي الخلاف في كل شيء تقريباً، وهي لا تنصت للحديث أو لطلباتي أو حتى لتوجيهاتي، رغم أني لا أقصر معها أبداً!

كل طلباتها مجابة، وحدث بيننا مشادات كثيرة جداً، وأنا لم أعد أتحمل وأطيق وجودها في ذمتي، وأريد مفارقتها، فبم تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالك وأحوال زوجتك ويؤلف بينكما، ونصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن لا تتعجل في الطلاق، وواضح جداً أن كلاكما لم يتهيأ للحياة الزوجية، ولكيفية التعامل مع الآخر، وهذه مشكلة ستحل بإذن الله تعالى، لا تستدعي الطلاق، لا سيما وأن زوجتك حامل والفرقة في هذا الوضع ستؤدي إلى متاعب لك وللآخرين، فهذا الولد سينشأ مشتتاً بين أسرتين، كما أن هناك مفاسد أيضاً قد تترتب على زوجتك، ومفاسد تترتب عليك أنت، فنصيحتنا لك أن لا تجعل هذا القرار في مقدمة أولوياتك.

كلما أمكن العلاج والحل فينبغي أن تحتسب أجرك عند الله سبحانه وتعالى، لتحافظ على أسرتك، وتحفظ مستقبل ولدك، ونظن -أيها الحبيب- أن حداثة سن زوجتك بالزواج وعدم التجربة الكافية قد تكون مؤثرة جداً في هذه الأوضاع التي تعيشها، فإذا صبرت عليها قليلاً وحاولت تعديلها وتعديل سلوكها بهدوء ولين، فنظن أن هذا سيؤتي ثماره الخيرة المباركة.

كما أنك أنت أيضاً بحاجة إلى أن تتفهم طبيعة الحياة الزوجية، وأن تحاسب نفسك أيضاً على ما ينبغي أن يقوم به الزوج، فليست الحياة الزوجية مجرد طلبات، كما أنها ليست حياة عسكرية يقوم الزوج فيها بتوجيه الأوامر والنواهي فقط، الحياة الزوجية معاشرة بالمعروف، أي بما يتعارفه الناس ويألفونه من الكلمة الطيبة، وأداء النفقة وحسن الخلق، ومكارم الأخلاق وغير ذلك مما تحتاج الحياة الطيبة، وهذا مأمور به كلى الطرفين.

نظن -أيها الحبيب- أن تثقيفكم بهذه الحقوق وكيفية التعامل معها سيؤدي إلى تحسين الحال الذي تعيشونه، والحياة الزوجية والكلام فيها وكيفية إصلاحها وتبادل الحقوق الشبكة العنكبوتية الانترنت مملوءة -بفضل الله تعالى- بالمواد التي تخدم هذا الموضوع وتفيد الزوج والزوجة.

تأتي المرحلة الثانية أيها الحبيب وهي الاستعانة بالعقلاء، والأفاضل من الأقارب، لمحاولة إصلاح الزوجة قبل أن تقرر الفراق، وقبل هذه الخطوة ينبغي عليك أنت أن تباشر وعظ زوجتك باللين والرفق، وتذكيرها بحق الزوج، فهذه الأدوات أيها الحبيب لو أخذت بها، وهذا الطريق لو سلكته وصبرت عليه، فإننا نظن أن فيه خيراً كثيراً لك، وهو خير من الفراق بلا شك، وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير)، فالصلح بين الزوجين ودوام الحال ودوام العشرة والمحافظة على الأسرة خير من الفراق بلا شك ولا ريب.

نسأل الله تعالى أن يسهل لك الأمور، ويصلح لك زوجتك وأسرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً