الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أوفق في مقابلة التوظيف فأصابني ضيق شديد، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

تخرجت في جامعتي بامتياز عال، ومرتبة الشرف، وحصلت على مقابلة عمل عن طريق قريب لي، وحصلت على الوظيفة، لكن أثناء المقابلة لم أوفق جيدا في تخصصي حيث حصلت على علامة متدنية إلى حد ما، نقصت ما يقارب العشرين درجة، توترت قليلا، أشعر أنني غبية رغم أنني كنت الأولى على زملائي في كل شيء، أشعر الآن بأنني فاقدة الثقة وغبية وكنت فقط محظوظة بدرجاتي أو أن دراستي سهلة، منذ صغري كنت أعرف بذكائي.

أنا محرجة من نفسي، لا أعلم هل هم يجاملونني، لأن قريبي مؤسس الشركة أم ماذا؟ ماذا لو كنت لا أستحق هذه الوظيفة؟ أنا في حيرة من أمري.

لقد سبب لي هذا الأمر الاكتئاب، ولم أستطع الشعور بالسعادة في عملي، ماذا لو كانوا ينظرون إلي بسخرية؛ لأنني لم أجب جيدا، رغم درجاتي العالية ومعدلي.

تمنيت أنني لم أحصل على الوظيفة، ولا أشعر بهذا الشعور، علما بأنني أعاني من الاكتئاب منذ الصغر.

أرجو المساعدة، هل هذا يعني أنني فعلا ضعيفة أم أنني لم أستعد جيدا؟ وماذا أفعل لأتجنب الإحراج حيث إنني أشعر بالأسف لقريبي أكثر مني.

قريبي لا يعلم بكل هذا فقط أخبروه أنني عملت جيدا، أنا أخبرتني زميلة لي على درجات اختبار المقابلة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله تعالى أن يكرمك وأن يسعدك، وأن يرزقك السلامة في دينك ودنياك وآخرتك.

أختنا: العلامات العالية في سنوات الدراسة لا تأتي مصادفة، ولا تكون حظا، بل هي دليل نبوغك العقلي وتفوقك الدراسي، ولا مجال للحديث عن الحظ في هذا.

ثانيا: المقابلات لا تنم عن قدرات الناس، ونحن كثيرا ما نقابل البعض لوظائف، وندرك تمام الإدارك أن الخطأ أو الأخطاء أمر وارد، ووراد من الجميع، لا يوجد أحد دخل مقابلة ولم يخطئ، والمخطئ هذا أحيانا قد يكون أنبغ من الممتحِن ذاته، وهذا أمر يعرفه كل من خاض تلك الوقائع.

ثالثا: المكانة التي وصلت إليها ليست لنفوذ قريبك؛ لأنهم أخبروه أنك متميزة وقد علمت بذلك، ولو كانت المسألة نفوذا ما دخلت مطلقا، ولما كان الاختبار له فائدة.

رابعا: ما صعّب الأمر عليك تضخيمك الأخطاء التي وقعت فيها وهي كما أسلفنا ورادة في كل المقابلات، لكن غاب عنك قطعا مقابلات غيرك، ولم تشاهدي بالطبع مقابلاتهم، وقد أوهمك الشيطان بأنهم أجابوا جميعا أو كانت أخطاؤهم أقل منك، وهذا ظن ضخمه الشيطان حتى يحزنك، فلا تستمعي له.

خامسا: أنت الآن على رأس عملك، وأنت الآن في الاختبار الحقيقي، والمطلوب منك اليوم طي صفحات الماضي بما فيه، والاجتهاد في إبراز مواهبك وقدراتك فيما يستجد، وعند أول نجاح حقيقي ستعلمين جيدا أنك كنت أهل لهذا المنصب بإذن الله.

سادسا: إننا نوصيك بعدم الحديث في هذا الموضوع مع أي أحد، ولا حتى مع نفسك، وعليك النظر للأمام، والتطلع لما ينبغي أن يكون عليه قابل حياتك.

سابعا: نرجو منك المحافظة على أذكارك الصباحية والمسائية، والاستعانة بالله في كل ما يستجد لك، واعلمي أن الخير سيرقبك، وأن التوفيق سيكون حليفك، فقط عليك بالصبر والاجتهاد مع الدعاء والتوكل على الله.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسددك، وأن يسعدك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً