الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرشدوني، فأنا متردد في خطبة فتاة لم تعجب إخوتي وأقربائي.

السؤال

السلام عليكم.

أنا رجل، عمري 31 سنة، موظف، قريب لي اقترح لي فتاة للزواج، ذات خلق ودين، ومقبولة الجمال، عمرها 22 سنة، فذهبت للرؤية الشرعية، ورأيتها وقد كان يظهر شعرها، وأيضا أجريت تزيينا لوجهها، فدققت النظر، وأعجبتني ولكن ليس كثيرا، ولكنها مقبولة الجمال، وقد أعجبت أمي بها أيضا وارتاحت للعائلة.

استخرت الله عدة مرات، واطمئننت للأمر كثيرا، وتوكلت على الله وقبلت، واتفقت مع أبوها على الشروط، ولم يشترط علي بل قال: افعل ما تريد، ولا زلت لم أقم بخطوبة رسمية، ولكن أختي الصغرى لم تعجبها أبدا، وتقول لي: أعجبتك؛ لأنها بالزينة، فقد ذهبت لتصفيف شعرها، وإنها درست في صفها، وقالت إننا لن نتوافق معا، وبكلامها هذا أثرت على أمي، وأمي تريدني أن أرفض، وإخوتي الرجال أيضا يريدونني أن أرفض بسبب ما سمعوه أنها غير جميلة، خاصة أن أخي المتزوج ظل يلح علي بالرفض، وأيضا وصل الأمر لأقاربي ويريدونني التوقف أيضا.

أنا احترت كثيرا، وأعدت التدقيق في صورة الفتاة بالحجاب، فهي مقبولة، ولا زلت مترددا، والفتاة أعجبتني في الأول، وعائلتها طيبة، ولكنني انزعجت من ذهابها للتزيين وتصفيف شعرها، فقد كان يجب عليها أن تكون بلا تزيين في الرؤية الشرعية، وأيضا أنا لا أريد أن أرى كل يوم فتاة وأرفض، لأنني أبحث منذ 5 سنوات، وحتى وإن رفضت فأنا مستحي جدا؛ لأنني اتفقت مع أبوها، وأقاربها سمعوا بالأمر، خاصة أنني أفكر في فتاة تدرس بالمدرسة القرآنية وشكروها جدا على دينها وخلقها وجمالها، ومن مستواي الثقافي، وعمرها 26 سنة.

استخرت الله، وقد سألت عنها ورأيتها من بعيد وهي جميلة ولكن لم أرتح لها، وقالو إن عائلتها يشترطون.

أرشدوني بخصوص الأمرين بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أخي قد ذكرت أن جمال المرأة عادي بالنسبة لك، وفي رسالة سابقة ذكرت أنك متردد بسبب جمالها العادي، لكنك متشجع بسبب تدينها، وقد ذكرت قبل ذلك ارتباطك بمن اشترطت عليك سكنا خارج بلدك، وذكرت أنك منذ خمسة أعوام تبحث عن زوجة، وذكرت أنك تريد تحصين نفسك لشدة شهوتك وذكرت أن تدينك يحتاج إلى جهد، ثم ذكرت موقف أهلك ورفضهم للفتاة، وفي المقابل قد وعدت الناس ودخلت بيوتهم، والفتاة أكيد اليوم تمنى نفسها بهذا الزواج.

وعليه فلابد أن تضع كل هذه النقاط أمام عينيك، ونحن ننصحك بما يلي:

1- الجلوس مع كل واحد من أهلك على انفراد، والحديث معه حديث الطالب للنصيحة، مع تذكيره براحتك النفسية للمرأة.

2- الجلوس مع والدتك خاصة بعد الجميع، وذكر لها ما قال جميع أهلك، وأنك تجد راحة لها، ثم بعد ذلك تستمع منها.

3- إذا وافق الجميع أو الأغلب على التراجع فالحمد لله، وعليك ساعتها أن تستخير الله تعالى، وأن تتقدم لإتمام زواجك، أما إذا اعترض الجميع أو الأكثر، وصمموا على رأيهم بعد كل محاولاتك، فإننا نقول لك: توقف عن الزواج خاصة وأنت في قناعة نفسك لست حاسما أمرك بخصوص جمالها تحديدا، وهذا مع وجود حافز الزواج عندك مما يجعلك تتغاضي عن بعض الأمور لإتمام الزواج، لذا نقول لك: توقف واعتذر عن الزواج، وأن تتركها الآن وهي لا زالت بكرا أفضل من مشاكل تحدث بعد ذلك.

على أننا نوصيك حفاظا على البنت أن تحدث والدها بحيث يكون الرفض منهم، وكأنكم الحريصون على الزواج وهم الرافضون له من أجل نفسية تلك الفتاة.

افعل هذا بعد الاستشارة والاستخارة، ونسأل الله أن يقضي لك الخير وأن ييسره لك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً