الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الطريقة الصحيحة للتعامل مع من يعاني من الذهان؟ وما أفضل علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أخذت استشارة سابقة رقم 2486495، ووصفت حالة أختي بالذهان، وذهبنا لطبيب نفسي بالفعل، ووصفها بالذهان، وأعطى لها تلك الأدوية: flunzapine، وRiscure1، ووصف قرصا من كليهما قبل النوم بساعة وعدم الخروج من المنزل لمدة أسبوع، وبعد تلك الفترة خرجت وعادت بنفس الهلاوس سمعية وعصبية، فأخبرت الطبيب فجعلها تأخذ قرصين من Riscure1 بدلا من واحد، ولكن عند كلامي معها أجدها تتذكر كل التصرفات السيئة التي تعرضت لها، وتتذكر من أصغر موقف مثل كلام جارة لنا لها بكلام جرحها، وكل تلك المواقف تحزنها وتجعلها تردد بأنها سترد على كل من سيجرحها.

في كل مرة نخرج فيها ونرى أحدا قد آذاها نجدها تعود متعبة مع وجود الهلاوس السمعية والبصرية، تقول بأنها ترى جماجم ولكنها تحاول أن تقاوم وتعلم بأنها غير حقيقية، ولكن دائما تذكر أفراد العائلة الذين اتهموا أمي بأنها قد عملت عملا لأولادهم -حسبي الله ونعم الوكيل فيهم-، وتقول أنهم آذوها وأنهم السبب في تعبها، ونحن نحاول أن نؤكد لها بأنه غير صحيح!

هل من الممكن أن يكون ما تعانيه ليس ذهانا إنما صدمة خاصة؟ لأنها للأسف تعرضت لمشاكل كثيرة مع والدتي كذلك، والكل كان مشغولا بسبب دراسته وهي لفترة أسبوعين أو أسبوع كانت وحدها لهذا أصابها ما قد أصابها من الحالة التي تعانيها الآن! أي بسبب أنها لم يكن هناك من يشاركها يومها لأنها كانت إجازة وأصحابها قلقون جدا، وحتى صديقتها الوحيدة قد ابتعدت عنها لأنها تذكرت مواقف لها معاها غير لطيفة!

هل صحيح أن الذهان يستمر مدى الحياة ولا يمكن أن يذهب نهائيا؟ وما أفضل طريقة للتعامل معها حتى نسعدها وتتحسن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لشقيقتك هذه العافية، وقد أحسنتم بأن ذهبتم بها إلى الطبيب النفسي، وعقار رسكيور والذي يعرف باسم رسبريادون هو من أفضل الأدوية التي تعالج الذهان، لكن من الواضح أن الجرعة التي تتناولها هذه الفتاة لا زالت هي جرعة البداية وليست الجرعة العلاجية، الجرعة العلاجية -أقل جرعة علاجية- هي 4 مليجرام في اليوم، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يزيد الجرعة، الدواء سليم دواء ممتاز جداً، له بعض الآثار الجانبية البسيطة فقد يرفع هرمون الحليب عند النساء وهذا قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وفي بعض الأحيان إذا كانت الجرعة كبيرة ربما يحصل نوع من الرجفة في اليدين وبعض الانشدادات العضلية وفي هذه الحالة نعطي المريض أدوية مضادة منها عقار بنسيكسول أو بنزاتروبين أو بورسيكولدين كلها أدوية فاعلة جداً لعلاج الآثار الجانبية.

فإذاً مراجعة الطبيب مهمة جداً، ورفع الجرعة سيكون أمر ضروري، الرسكيور أي الرسبريادون يعطى حتى 12 مليجرام يومياً، لكن الجرعة المتوسطة التي تعالج الذهان مثل الذي تعاني منه هذه الفتاة حفظها الله في الغالب هي 4 إلى 6 مليجرام يومياً، وبعد أن تستقر الحالة وتختفي الهلاوس والأعراض الأخرى يمكن أن تقلل الجرعة، واستمر الإنسان على الجرعة العلاجية، مدة العلاج هي على الأقل ثلاث سنوات، والبعض قد يحتاج أن يتناول الدواء مدى الحياة، وفي هذه الحالة يجب أن تكون للإنسان وأهله قناعات إيجابية بأن هذه الأمراض مثلها مثل أمراض السكر والضغط، والحمد لله تعالى الآن توجد أدوية تعالج هذه الحالات، فيما مضى كانت الأدوية شحيحة جداً ولا توجد أي أدوية ذات فعالية مفيدة، والمتابعة مع الطبيب مهمة جداً، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يتخذ الإجراءات اللازمة حتى وإن احتاج أن يدعم الدواء بدواء آخر سوف يقوم بذلك أو حتى إذا احتاج أن يغيره إلى دواء آخر سوف يقوم بذلك فالحمدلله توجد أربعة خمس أو ستة أدوية كلها فعالة.

أنا أعتقد أن التشخيص مؤكد هو ذهان، لكن ربما يكون لديها بعض الوساوس البسيطة أيضاً، وهذا يمكن أن يذكر للطبيب، الطبيب سوف يستقصى في هذا الأمر وإن احتاج أن يعطيها مضاد للوساوس سوف يقوم بذلك، أرجو أن تستمروا في مساندتكم لها وحين تتكلم عن الأشياء السلبية دائماً شجعوها على التسامح وحاولوا أن تغيروا الموضوع إلى موضوع آخر أي أن تصرفوا انتباهها عن الأشياء السلبية التي تتحدث عنها، واجعلوها أيضاً تشارك مشاركات إيجابية مع الأسرة، خاصة فيما يتعلق بالأعمال المنزلية وخلافه، لأن العلاجات التأهيلية غير الدوائية نعتبرها أمر مهم وضروري، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً