الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا شاب وأعاني من مرض التوحد، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 22 سنة، أعاني من التوحد، لا أعرف كيف أجد علاجاً له، ولا أعرف كيف أخرج منه، وذلك يسبب لي اكتئاباً كبيراً جداً، وخسارة الأصدقاء، وقطع صلة الأرحام، وانعدام الشعور في بعض الأحيان.

عندما أبحث عن حل هنا أجد طرقاً لعلاج التوحد للأطفال فقط، فماذا عن البالغين؟ أنا بالغ وأعاني من التوحد، ولا أعلم كيف أشفى منه، ولا أجد طرقاً للشفاء منه على الإنترنت.

أريد إجابة مفصلة عن: كيف أتعافى من مرض التوحد وأصبح اجتماعياً؟ أرجو الرد سريعاً؛ لأني في حالة لا يحسد عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية.. ونشكرك على سؤالك هذا الذي طرحته.

معك كل الحق في أن معظم المواقع والمتوفر من المعلومات تتحدث عن علاج التوحد عند الأطفال، وأحياناً المراهقين وقلما تتحدث عن الراشدين الذين يعانون من التوحد؛ لأنه يفترض أن يكتشف التوحد في الطفولة، ومن ثم يساعد الطفل لتعلم بعض المهارات للتكيف مع التوحد الذي يعاني منه.

في الواقع عندما نتحدث عن علاج التوحد فنحن لا نعني العلاج بمعنى اختفاء التوحد وانتهائه، فالتوحد يبقى، وإنما نساعد المصاب ليتكيف ويعيش مع هذا النمط من الحياة، وذلك مثل داء السكري، فعندما نقول علاج السكري فنحن لا نعني الشفاء وانتهاء السكري، وإنما يقوم المصاب بتناول دواء لخفض السكر في الدم، وتعليمه نمط الحياة المناسب من التغذية وغيرها ليتناسب مع السكري الذي سيبقى معه طول حياته.

التوحد بشكل عام وهو الذي يصيب واحداً من كل خمسين فرداً من المجتمع بشكل أساسي، واختلاف الشخص هذا في رؤيته للحياة من حوله، حيث كما تعلم من تجربتك الخاصة أن له طريقته المميزة في رؤية الأشياء من حوله.

هنا نحن نتحدث عن طيف التوحد، فهناك الخفيف جداً، وهناك الشديد جداً، وما بينهما كثير، بحيث لا يوجد مصاب واحد يشبه الآخر، والتوحد بشكل أساسي أن المصاب له طريقته الخاصة في التواصل والحديث والخطاب مع الآخرين، والتعامل معهم.

كما أنه يحب الروتين وينزعج من التغييرات المفاجئة، وطالما أنك في الثانية والعشرين من العمر فالمطلوب أن تتعلم عن طريقتك الخاصة التي تميزك في رؤيتك للعالم والتعامل مع الناس، ومن ثم تحاول التكيف مع هذه الرؤية؛ مثلاً كونك تحب الروتين ولا تحب التغيير الفجائي، وتنزعج كثيراً من الأصوات، لذلك تبتعد عن الأصوات المزعجة أو على العكس ترغب بالإثارة والتنبه، وترغب بالأصوات العالية فتنجذب إليها.

من الضروري جداً أن يكون من حولك من الأسرة والأصحاب عارفون بطبيعتك المختلفة ويتعاملون معك مراعين هذا الاختلاف والطريقة الخاصة، وحقيقة هناك معلومات كثيرة جداً جداً عن التوحد، والتي يمكن أن يؤلف فيها كتب كثيرة، والتي يصعب وضعها كلها هنا.

لذلك ننصحك كما ننصح عادة كل مصاب أن يقرأ كتابا أو أكثر عن التوحد، أو يزور المواقع الالكترونية الكثيرة التي تتحدث عن التوحد، وإذا وجدت صعوبة في التكيف بعد القراءة والاطلاع فننصحك بمراجعة طبيب نفسي ممن لديه خبرة في التعامل مع التوحد.

لا شك أنه سيعطيك المزيد من التوجيهات ليساعدك على التكيف مع التوحد، وفي حالات قليلة يمكن لبعض الأدوية النفسية أن تساعدك على هذا التكيف، ولكن ليس بالضرورة أن تحتاج إلى الدواء، إلا في حالات قليلة كما ذكرت.

أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة وراحة البال، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً