الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسبت في المعهد، فكيف أخبر والدي بالنتيجة؟

السؤال

السلام عليكم.

أدرس في معهد خاص، وقد صرف علي والدي 30 ألف جنيها، لكنني رسبت، ولا أعرف كيف أخبره، فهو مريض بالقلب، وسيكون الخبر صعبا عليه، وأخاف من ردة فعله، علما أني حاولت أن أنجح، ولم أستطع، فماذا أفعل؟

أنا مستعجل على الإجابة جدا، فغالبا سوف يسألني عن النتيجة اليوم، وسوف أضطر إلى إخباره بالحقيقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك في أبيك وأن يعينه على تقبل هذا الأمر الشاق على كل أب، وأن يصلحك ويهديك إلى طريق مستقيم.

بالطبع أخي الأمر ثقيل على كل أب، فقد جمع مع مصيبة ضياع المال ضياع عام من حياة ولده، ولا شك أن هذا الأمر سيؤثر عليه سلبا، لكن جهدنا كيف تصل إليه المعلومة بأقل الخسائر:

أولا: نريدك ابتداء أن تحدد موقفك من الرسوب، هل كنت قادرا على النجاح لكنك أهملت أم أنت فعلا غير قادر على المواصلة في هذا المعهد؟

ثانيا: إن كانت الأولى أي أنك أهملت، واعترفت بذلك، ونويت صادقا أن تتجاوز هذه المحنة، وأن تتفوق في دراستك فاكتب رسالة فيها ثلاث نقاط:
1- الخطأ والاعتراف به لا مكابرة.
2- الوعد الجازم بتغيير الحال.
3- طلب المسامحة.

وإليك نص رسالة التي يمكنك أن تكتب على غرارها:
أبي: ليس لدي وجه أحدثك به، ولا عندي مقدرة على الوقوف أمامك والحديث إليك، أخطأت وأهملت العام الماضي وكنت قادرا على تجاوز هذه السنة، ولكن أخطأت وأعترف بذلك، نعم قد ضيعت سنة من عمري، وكذلك ضاع مالك الذي أنفقته علي، لكني أعدك يا أبي إن سمحت لي بالعودة أن يكون هذا درسا لي، وستجد في قابل أيامك مني ما يسرك، سامحني يا أبي.

ثالثا: إن كنت مدركا أن المعهد أكبر من إمكاناتك وأنك تريد مكانا آخر، أو عملا آخر، فإننا ننصحك بما يلي:
1- الحديث إلى وسيط آمن يحبه والدك.

2- الإحسان إلى أبيك قبل حديث الوسيط له، وذلك فعل كل ما توجبه محبته لك من خدمته والالتزام بطاعته وعدم معصيته.

رابعا: الزوجة أكثر دراية بزوجها من غيرها، يمكنك أن تبدأ كذلك بالوالدة وأن تطلب منها النصيحة.

خامسا: بعد أن ذكرنا لك كيف تخبر والدك، نريد منك أن تقف وقفة صادقة مع نفسك، وأن تستدرك ما فات منك فهذا مستقبلك -يا بني-، والوالد الذي يدعمك اليوم هو راحل عنك -بارك الله في عمره-، تلك سنة الحياة، فاجتهد على نفسك، وابحث عن صحبة صالحة، وأحسن بالله علاقتك.

هذه نصيحتنا لك، والله يوفقك ويقدر لك الخير ويعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً