الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفوا لي دواء نفسياً فقد أنهكني المرض.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في الثلاثينات من عمري، ولم يسبق لي الزواج.

أعاني بشدة من وسواس الأمراض، وأتصفح الانترنت، وهذا سبب لي وسواساً مرضياً وخوفاً من أي عرض ينتابني، أخشى من الأمراض الخبيثة، أشعر بعدم توازن، وصداع ينتابني من الخلف برأسي، وأيضا خمول بالجسم، وارتجاف بأطرافي.

ذهبت لطبيب، وأجرى لي تحاليل، ولكن نسبة الحديد وفيتامين د ناقصة جداً، وأنا متدنية، وذهبت لطبيب أعصاب وأجريت تحاليل وهي سليمة، ولله الحمد.

أعاني من الأرق كثيراً، ولا أشتهي طعاماً، وقد فكرت بالانتحار، والدي قاسٍ معي، وأحياناً يضربني.

كما أعاني من القلق في كل شيء، فأريد علاجاً دوائياً، فلا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي.

أرجوكم، صفوا لي دواءً، رفع الله قدركم في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بلقيس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، قطعاً أزعجني كثيراً قولك بأنك قد فكرت في الانتحار، فهذا أمر لا يليق بك كمسلمة، كما أن الحياة طيبة فلا تدعي مجالاً للشيطان لأن تنمو مثل هذه الأفكار القبيحة لديك، (الله لطيف بعباده)، ومهما كانت درجة الضيق فهذا كله -إن شاء الله تعالى- ينقشع، ويعيش الإنسان حياة طيبة.

بالنسبة للخوف من الأمراض هو أمر منتشر وكذلك الوساوس، والإنسان من المفترض أن يعيش حياة صحية والحياة الصحية تتطلب تجنب السهر أنت ذكرت أنه لديك الأرق، والأرق أحد أسبابه أن الإنسان لا ينتظم في تحديد وقت النوم، فنحن دائماً نقول للناس تجنبوا السهر مهما كان، والنوم سوف يأتيكم إذا ثبت الإنسان وقت الفراش وقام مثلاً بممارسة تمارين استرخائية قبل النوم، وقرأ أذكاره بيقين، وكانت حياة الإنسان حياة مرتبة بحيث إنه يمارس الرياضة، ولا يتناول الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء، وأن يتجنب الإنسان النوم النهاري قطعاً سيتحسن نومه، فأنا أريدك أن تأخذي هذه المنهجية السليمة.

الأمر الآخر هو لا بد أن تحسني علاقتك بوالدك، لا بد أن تكون إيجابية في تعاملك مع والدك، لا بد أن يكون لديك الفطنة والذكاء والمقدرة الوجدانية للتعامل مع والدك، هناك علم يسمى علم الذكاء العاطفي أو الوجداني، مهم جداً أن ندرك هذا العلم لأنه من أفضل الطرق التي نتعلم من خلالها كيفية التعامل مع الآخرين، تطوير الذكاء العاطفي أو الوجداني يجعل الإنسان يتعامل بصفة إيجابية مع نفسه، وكذلك مع الآخرين.

لذا أريدك أن تقرئي عن الذكاء العاطفي أو ما يسمى بالذكاء الوجداني، ويوجد كتاب مهم جداً وممتاز جداً فيما يتعلق بالذكاء العاطفي الكتاب كتبه الدكتور دانيال جولمان واسمه الذكاء العاطفي وهو مترجم باللغة العربية وموجود في جميع المكتبات منها مكتبة جرير، فأرجو أن تطلعي على هذا الكتاب، وأرجو أن تسعي لإرضاء والدك وأن لا تكون فكرتك سلبية عنه استمعي له، كوني نشطة في البيت، حاولي دائماً أن تكون تصرفاتك تصرفات إيجابية، وحاولي دائماً أن تتحكمي في مشاعرك وتجعليها إيجابية، رضا الوالدين أمر ضروري جداً.

عليك أيضاً بممارسة تمارين الاسترخاء هذه التمارين مهمة جداً وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، من المهم جداً أيضاً أن تمارسي الرياضة، خاصة رياضة المشي مفيدة جداً، أحرصي على الصلاة في وقتها، احرصي على القراءة الاطلاع المشاركات الأسرية والمنزلية هذه كلها إن شاء الله تعالى تجعلك في وضع نفسياً أفضل، ولا تقرئي كثيراً عن الأمراض.

كل ما يكتب حقيقة ليس بالدقيق ويكون مخلاً جداً بصحة الناس نفسية والفكرية والوجدانية، سأصف لك دواء ممتازا جداً يسمى ريمانون هذا هو اسمه التجاري واسمه العلمي ميرتازبين أريدك أن تتناوليه بجرعة 15 مليجراما أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 30 مليجراما، تناوليه ليلاً ساعتين قبل النوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة ربع حبة يومياً لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً