الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبتي مرتبطة بإخوتها كثيرا، فهل هذا طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مرتبط منذ 10 شهور، خطيبتي مرتبطة بإخوتها كثيرا، لدرجة أني أشعر بأنها تحبهم أكثر مني، فلو خرجنا مع أخيها تتركني وتمشي معه، وتأخذ رأيه في وجودي ولا تأخذ رأيي، لو دخلنا البيت تسلم عليه أولا، وتتشاجر معي لو ذكرت أحد إخوتها بسوء، فهل هذا طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يتم عليك الخير، وأن يرزقك السعادة في دينك ودنياك.

أخي الكريم: ما حدث هو الطبيعي، فأنت لا زلت خاطبا، وهذا أخوها وعضدها وسندها ومن تعرفه قبل أن تعرفك بأعوام، فليس في هذا ما يستغرب، وليس فيه ما يستنكر، ثم إن إخوانها -أخي الكريم- ليسوا أندادا لك بعد الزواج في قلبها، فمكانة الزوج أعلى من مكانة أي إنسان بالنسبة للزوجة، خاصة إن كان صالحا تقيا ودودا بها، ففي سيرة ابن هشام: لما نُعِي إلى حَمْنَة بنت جحش أخوها الذي قتِل في أُحُد، فاسترجعت واستغفرت، ثم نعي إليها خالها حمزة بن عبدالمطلب، فاسترجعت واستغفرت، ثم لَمَّا نُعِي إليها زوجها مصعب بن عمير، صاحت وبكت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن زوج المرأة منها بمكان))، والحديث بتمامه أنقله لك ففيه فائدة: ففي سنن ابن ماجه : "أن النساء قُمن حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أُحد يسألن الناس عن أهلهن، فلم يُخبَّرن، حتى أتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تسأله واحدة إلا أخبرها، فجاءته حَمْنَة بنت جحش، فقال: ((يا حَمْنَة، احتسبي أخاك عبدالله بن جحش))، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله وغفر له، ثم قال: ((يا حَمْنَة، احتسبي خالك حمزة بن عبدالمطلب))، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله وغفر له؛ ثم قال: ((يا حَمْنَة، احتسبي زوجك مصعب بن عمير))، فقالت: "واحزناه" قال النبي صلى الله عليه وسلم :(إن زوج المرأة منها لبمكان).

ثانيا: نحن لا نريدك أن تضع نفسك في مقارنة مع إخوانها، حتى لا يكون هذا سيفا مسلطا عليك، ولا ننصحك أن تهون من شأن إخوانها عندها أو أمامها حتى ولو كانوا كذلك، فإن هذا فيه إهانة لها وانتقاص، ولا ترضى امرأة حرة بذلك، كما لا ترضى أنت أن تنتقص زوجتك من أختك أو من أهلك، هذه طبيعة نفسية فطرية لا يجب أن تغيب عنك -أخي الكريم-.

ثالثا: ما دامت الزوجة صاحبة دين وخلق، وما دامت مرتبطة بإخوانها، فاعلم أنها ودودة وستكون لك على ما تحب، فلا تعجل ولا تسفه من أهلها، بل أكثر من المدح لها ولهم فإن هذا يعليك ولا ينقصك.

وختاما ننبهك -أخي الكريم-: بأنك ما تزال أجنبيا عنها لأنك خاطب فقط كما جاء في سؤالك؛ وعليه فينبغي أن تكون المعاملة بينكما وفق الضوابط الشرعية، وعليك الحذر من تجاوزها.

نسأل الله أن يحفظ، وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً