الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع والدي؛ فهو غير راض عنا؟

السؤال

السلام عليكم.

أبي وأمي تشاجرا، وبعد أن انتهى من حواره مع أمي دخل الغرفة وقال لنا أنا وأختي أنه غير راض عنا، وعلينا أن ننسى اسم عائلته، علما أننا لم نفعل شيئا، وكنا معه في فترة مرضه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alia حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وفي أختك، وأن يحفظ والديك، وأن يرزقك برهما.

ابنتنا المباركة: أبواك مثل عينيك لا تفرقي أحدا على أحد، وبرهما عليك واجب، وتحمل الأذى منهما والصبر على ذلك من الخلق الكريم الذي يعطيك الله عليه الأجر الكثير.

قد ذكرت أن الوالد مريض، ونسأل الله أن يشفيه وأن يعافيه، ووقوفكم بجواره في مرضه واجب عليكم، وهذا حقه كذلك، ولا يخفاك أن المرض له تبعات ثقيلة أحيانا على الرجل، خاصة إن كان هو معيل البيت، ومهما حاول الوالد إخفاء ذلك عنكم إلا أن الألم قد يخرج أحيانا عبر الغضب أو العصبية.

ومن كان هذا حاله فزيادة البر به، والرحمة والرأفة عليه، وتحمل الأذى أكثر بكثير من غيره، وانظر حين كنت صغيرة كيف كان تحمله لك، وكيف كان صبره عليك.

لا تنزعجي كثيرا بما قاله أبوك، فأنت ابنته، فلذة كبده، وقطعة من روحه، فلا تتألمي لما قاله، فهو لم يقصد المعنى الذي وصل إليك، فاطمئني، وابحثي عن الأسباب التي دفعته إلى هذا الكلام، فربما فعلت أمرا ترينه عاديا وهو عنده عظيم، فاسألي بهدوء واستفسري من غير أن تزعجيه، واحذري أن يرتفع صوتك وأنت تحدثينه لأنه في هذه الحالة تكون حساسيته أكثر.

ننصحك بالاقتراب أكثر من والديك، والتحنن لهما والتودد، فإن عاطفة الوالدين تجاه الأولاد لا يحدها حد، وستدركين يوما ما حين تكونين أما معنى هذا الكلام.

أحسني إلي أبيك وأمك وإذا وجدت من أحدهما غضبا على الآخر، فكلمة طيبة، وتذكير بالأمور الجيدة بينهما تزيل الخلاف أو تقلل آثاره.

للأذكار والقرآن عامل كبير في السكينة والهدوء، اجتهدي أن تقرئي سورة البقرة في البيت كل ليلة، فإن لم تستطيعي فعلى الأقل أن تشغليها في البيت عبر المسجل أو أي آلة في البيت، المهم أن تكون مسموعة فيه، كذلك اجتهدي أن تقولي الأذكار صباحا مساء، وأن تذكري بها والديك، فهي حصن حصين من كل مكروه وشر.

نسأل الله أن يوفقك وأن يحفظك وأن يشفي والدك وأن يصلح حال والدتك وأختك، إنه بر لطيف، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً