الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا نهائيا للاكتئاب، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

كل شكر وتقدير لموقع إسلام ويب.

منذ 7 سنوات في 2015 عانيت من نوع من الاكتئاب بدون أي سبب، كنت شابا عاديا جدا، أمزح وأمرح، عاطفي جدا، نشط، فجأة شعرت بنوع من الكراهية للحياة، وازدادت الحالة، فصرت أعاني من السرحان والهذيان، وأشعر بوجود شيء في رأسي، أفكاري مجمدة، وأعاني من نسيان شديد، أشعر وكأني بين الحلم والواقع، تعب شديد وخمول طوال نهار، لا أعرف السعادة والفرح، وكل يوم يزداد الاكتئاب.

عانيت كثيرا، لم أذهب إلى طبيب نفسي، لأني لا أحب تناول الدواء، أرجو حل لهذه المشكلة.

شكرا، وكل تقدير لمجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abderrahmane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

طبعاً الحل الأمثل والأفضل كان من المفترض أن تذهب وتقابل الأطباء، كيف لك أن تعيش -أيها الفاضل الكريم- مع الاكتئاب لمدة 7 سنوات، والآن أقول لك -إن شاء الله تعالى- بذهابك ومقابلة المختصين سوف تصل إلى الحلول المناسبة، أريدك أن تذهب إلى الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة هذا كبداية، لأن إجراء الفحوصات الطبية الرئيسية مهم جداً، حتى الذين يعانون من أعراض نفسية كالاكتئاب والوسوسة أو القلق أو التوتر، الأسس الطبية السليمة والرصينة تحتم أن يكون هنالك فحص طبي جسدي، أن نتأكد من خلال الفحوصات الطبية من مستوى الدم، مستوى الحديد، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين (د)، مستوى فيتامين (ب12)، مستوى السكر، ومستوى الدهنيات في الدم.

فيا أيها الفاضل الكريم: هذه البداية السليمة لحالتك، اذهب وقابل الطبيب، و-إن شاء الله تعالى- تتأكد ومن خلال الفحوصات هذه أن وظائف جسدك سليمة، وإذا كان هنالك أي خلل أو نقص مثلاً في مستوى فيتامين (د) سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج التعويضي، هذه الخطوة الأولى.

الخطوة الثانية: الاكتئاب فيه جانب فكري وفيه جانب مزاجي، وكذلك جانب جسدي وجانب اجتماعي، على المستوى الفكري كثير من الناس يضطرب لديهم المزاج لأن أفكارهم سلبية، فإن كنت من هؤلاء -أيها الفاضل الكريم- عليك أن تفكر إيجابياً، كل فكرة سلبية توجد فكرة إيجابية تقابلها، فحاول أن تعزز الفكرة الإيجابية لتتغلب على الفكرة السلبية هذا أمر مهم جداً، والإنسان أيضاً من الناحية النفسية هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، والاكتئاب يجعل المشاعر سلبية، وكذلك يجعل الأفعال سلبية، لذا أنا أقول لك اجتهد في جانب الأفعال، احرص أن تدير وقتك بصورة جيدة مهما كانت مشاعرك، وكن شخصاً منتجاً فعالاً مفيداً لنفسك ولغيرك، من خلال الإنجاز مهما كانت المشاعر سلبية يتبدل الإنسان من الناحية المزاجية والمعرفية والسلوكية والفكرية.

فإذاً قم بإدارة وقتك بصورة سليمة، تجنب السهر، استيقظ مبكراً، ابدأ يومك بصلاة الفجر، وانطلق في الحياة، ممارسة الرياضة أيضاً نعتبرها علاجا ضروريا ومهما جداً، القيام بالواجبات الاجتماعية، الإنسان الذي يلتزم بالواجبات الاجتماعية من مشاركة الناس في أفراحهم وتلبية الدعوات، زيارة المرضى، صلة الأرحام، الترفيه مع الأصدقاء بما هو طيب وجميل، المشي في الجنائز، تفقد الجيران هذه كلها نوع من الالتزامات الاجتماعية الإيجابية جداً، فأرجو أن تلجأ إليها، وبعد ذلك لا مانع أن تتناول أحد محسنات المزاج، أنا أعتقد أن عقار السيبرالكس والذي يسمى الاستالبرام سيكون دواء جيداً ومفيداً لك، حيث أنه سليم جداً، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، الاستالبرام في جرعة تحتوي على 10 مليجرامات وجرعة تحتوي على 20 مليجراما، أنت تحتاج للحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات فقط، ابدأ بتناول نصفها أي 5 مليجرامات يومياً لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة كاملة أي 10 مليجرامات يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرامات يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً