الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بعدم الرغبة في الحياة بسبب توهم المرض

السؤال

لا أعرف ماذا أقول لكن كل ما في الموضوع أني مررت بظروف، والظروف هذه كانت عبارة عن أني متوهم أني مريض، مرة بالقلب وأحياناً كنت أشعر بدوخة، فذهبت إلى طبيب قلب، وقال لا أعاني من أي شيء، أما من ناحية الدوخة فأجريت تحليل دم فاتضح أن عندي أنيميا عادية، ومن هنا كانت بداية المشكلة، ومن بعدها بدأ شعور بعدم الرغبة في الحياة، بعد ما كنت أحبها جداً.

فذهبت لدكتور نفسي فقال أني أعاني من الاكتئاب، فزادت عدم رغبتي في الحياة؛ لأني علمت أني أعاني من الاكتئاب، وبمرور الوقت طبعاً مع المداومة على العلاج، وبدأت الحالة تتطور والأفكار الغريبة تأتي، بدأت أفكر فيها على سيبل المثال، أفكر أن الموضوع وصل معي لدرجة الجنون وخفت من ذلك، وبعد ذلك أحببت أن أكون كذلك، مع العلم لا أعرف ما السبب، وحاليا لو جلست مع أي شخص يعانى من أي حاله نفسية أفكر فيها وأعيشها، قال لي صديق أنه يستغرب وجوده بين البشر، ويستغرب عن كل ما هو حوله لا أعرف ماذا حصل لي؟

مع الرغم أني كنت أحب حياتي ووجودي في الدنيا، إنما حالياً لا أستطيع التفكير بطريقة صحيحة في أمور حياتي، ولا أهتم بمظهري أمام الناس، ولا أعرف أفكر ولا أبالي بأي شيء مع أن تصرفاتي مع الناس جيدة، لكن بيني وبين نفسي أفكاري أشعر أنها ليست طبيعيه، وأشعر أني لست طبيعي، والتفكير مسيطر علي أو أشعر أني قاصد هذا، وأعتقد ذلك في نفسي، وأتمنى أن أكون طبيعي مثل ما كنت، ولا أريد في نفس الوقت، ولا أعرف لماذا، وحتى أني أكون منتعشا، أعرف أفكر بطريقة سليمة ما بيني وما بين نفسي، ولا أريد الموضوع أن يطول، ولا أستطيع أن أعيش حياتي؟

وعندي لا مبالاة رهيبة، وأشعر أني أريد أن أبقى على ما أنا عليه، وأشعر أني تكيفت مع هذا الوضع، لكن أتمنى أن أتخلص منه، وأنسى الفترة هذه، وأمارس حياتي الأولى، وعلى فكره لا أشعر بأي متعة في أي شيء، وأشعر أن الحياة ليست جميلة، مع أني كنت سابقاً أعيشها هكذا ولم أفكر في أي شيء من هذه الأمور، ولم أستطع أجلس مع نفسي للوصل إلى حل لما أنا فيه، وأشعر أني مشتت الذهن، وأني في غيبوبة، وأصحو من النوم منزعجا، ولا أشعر بأي شيء حولي، ولا أعرف أفكر في أي شيء، ولا أستطيع الوقوف مع نفسي للتفكير في الأشياء التافه هذه، مع العلم أنه لا يوجد أي هدف في حياتي، وأشعر أني لا أريد أي هدف يكون في حياتي، وفي نفس الوقت أريد!.

أنا أعرف أن الكلام الذي أقوله ليس طبيعياً، وحتى لا توجد رغبة في الصلاة وأشعر أني تائه، وأريد أجلس مع نفسي، وأفكر صح ولا أستطيع ولا أجد من يشجعني، نفسي أعود إلى حالتي السابقة، أشعر أني مجبر على الذي أنا فيه، لكن بإرادتي وبتفكيري عاجز عن التفكير بصورة صحيحة، أريد حلا للذي أنا فيه.

هذا الموت أخاف منه، وعلى فكره حتى وأنا فرحان أخاف من الموت، ولا يوجد شيء في حياتي غير حالتي هذه فقط، ولا يهمني غضب أمي علي ولا أي شيء من ذلك، فقدت المشاعر، وشخصيتي ضعفت، وأصبحت لا أهتم بمظهري بعد ما كان من أولويات حياتي، وأخاف من الموضوع والتفكير فيه أن يوصلني والعياذ بالله للكفر "استغفر الله العظيم" ولا أعرف ما هذا الذي أنا فيه، وهل أنا أبالغ فيه أوهم نفسي.

ما هو الحل؟ أفيدوني أفادكم الله وأرجو الرد في أقرب فرصة، ونفسي اقتنع بعكس الحالة التي أنا فيها، وأعود طبيعي، وأعتز بنفسي وشخصيتي وأبقا رجل مثل السابق، وأريد أفهم الحياة صح، وأتعلق بها لأني أشعر أني لا أفهم ما فيها! وما هي الصورة السليمة التي أكون عليها؟ وأشعر أن الناس كلهم على خطأ وأنا على الصواب، مع العلم أني أعرف أني أنا المخطئ، لأني كنت مرتاحا وأنا أعيش مثل الناس فقط إني في حاجة إلى جواب يقنعني أني أنا الصواب.

أعذروني على طريقة كتابة الرسالة، بل أسلوبي هذا، وأريد أعرف ما هي حالتي، وهل هي في سوء؟ وهل يوجد حل؟ لأن حياتي هكذا ليست نافعة أبداً، أرجو أن تقرؤوا رسالتي جيدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً على رسالتك المفصلة.

لا شك أن الذي ورد في رسالتك يدل على أنك فعلاً تعاني من حالة اكتئاب نفسي مصحوبة بوساوس وتوتر وقلق داخلي، كل هذا أدى إلى هذه المشاعر السلبية الشديدة، وهذه الحالة تستجيب للتحسن والعلاج التدريجي عن طريق أن تفهم أن لك قيمة في هذه الحياة، وأنه يمكنك أن تلعب دوراً إيجابياً مثل بقية الناس.

أرجو أن تضع بعض الأهداف مهما كانت بسيطة، وتبرز الآليات التي من خلالها تستطيع أن تصل إلى أهدافك.

الإنسان خلق في هذه الدنيا من أجل عمارة الأرض، على كل إنسان أن يساهم بذلك مهما كانت مساهمته بسيطة، وأنت -الحمد لله- في مقتبل العمر، ولا شك أن الله قد حباك بقوة الجسد، ويمكنك أن تفكر أيضاً التفكير السليم، فمن خلال رسالتك أستطيع أن أستخلص أن لديك القدرة والملكات ولكن التفكير السلبي والمخاوف والوساوس هي التي حالت دون أن تكون إيجابياً، وعليك أن تحلل كل هذه الأفكار وتكتبها، ثم بعد ذلك ذلك تجد الفكرة الإيجابية المضادة للفكرة السلبية، وتحاول كل جهدك أن تطبق وتتبع الفكرة والعمل الإيجابي.

أنا أرى أنك سوف تستفيد أيضاً بصورة كبيرة من الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للوساوس، والدواء المفضل في حالتك هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين، وتستمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة شهر آخر.
سوف تجد إن شاء الله أنك قد تحسنت.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا ملو

    انا هكذا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً