الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت معاملة زوجي بعد سفره للعمل، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ ست سنوات، وعندي طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، زوجي كان زميلي في الكلية، وكان على خلق ولكن ظروفه المادية ضعيفة، وافقت على الزواج، وتحملت إلى أن استقر وضعه المادي، عندما سافر لإحدى الدول العربية منذ ثلاث سنوات، طلبت منه السفر معه للعمل، ولكنه رفض، وقال بأنه سوف يستقر ثم يأخذني معه.

وبالفعل صبرت ثلاث سنوات كنا نتحدث مع بعضنا، وكان يسأل عني، والأمور مستقرة، وبالفعل طلب مني السفر له منذ شهر، وكان سعيدًا جدًا لأننا سنجتمع، وبعد وصولي تغير كثيرًا، يخرج طوال اليوم مع رفاقه، ويشرب السجائر، وينام لوحده، وكلما اقتربت منه ينفر مني.

سألته عن أسباب نفوره، قال بأنه غير مرتاح، وكلما اقتربت منه يشعر بالاختناق والضيق، ويرتاح عند الخروج مع أصدقائه، حاولت معه، والتزمت قراءة سورة البقرة، ولكن دون فائدة.

حاليًا طلب مني العودة إلى مصر، علمًا أننا كنا نوي الاستقرار هنا، وأنه سيأتي مصر بعد ثلاثة شهور، نفسيتي متعبة جدًا، ولا أدري ماذا أفعل؟ وخائفة من استمرار الوضع هكذا.

طلبت من زوجي البقاء معه حتى نعود سويًا ورفض الأمر، سألته هل يوجد امرأة غيري في حياتك؟ صارحني لو أن لديه امرأة سيتزوجها ولن يغضب الله، وسيكون صريحًا معي حينها، أفيدوني ما الذي يحدث؟! نفسيتي مدمرة، وحياتي كانت مستقرة وكنت أحسد نفسي على زوجي، وفجأة تغير كل شيء، أفيدوني.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الجواد الكريم أن يصرف عنك كل ذي شر، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يعيد حياتكما إلى ما كانت عليه من خير.

أختنا الفاضلة: ما ذكرتيه من معاملة ومن تغيير لم نتعرف على سببه، فليس في حديثك ما يشير إلى فعل ما قد يدفعه إلى ذلك، كما أنك قريبة عهد به في غربته، وقد كان مسرورًا قبل مجيئك، ولذلك نحن لا نستطيع أن نفهم سبب هذا الموقف الشديد تجاهك.

وقد ذكرت أن أخلاقه تغيرت، وأنه الآن يشرب السجائر، وكلما اقتربت منه يشعر بضيق شديد، وهذا أيضًا أمر غير مفهوم، لذلك -أختنا- ننصحك بما يلي:

أولا: التواصل مع أحد الصالحين من أهله، الذي تثقين في دينه وعقله وحكمته وأمانته، لأجل أن يتحدث معه ويفهم منه هذا التغيير.

ثانيا: الجلوس معه بهدوء، والحديث إليه بعقلانية، وأنه لا مانع عندك من السفر لكن اطلبي منه أن يفهمك ما يحدث، وأعلميه أنك متقبلة أي قرار، وأنك ستقفين بجوراه، وأنك لن تتخلي عنه.

ثالثا: اجتهدي في المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة يوميًا، مع الرقية الشرعية له، وهذا يحتاج منك إلى طريقة ما لتقنعيه بتلك الرقية.

رابعا: نريدك أن تتواصلي كذلك مع الأهل، واستشارتهم في الأمر، على أننا لا نريد منهم أخذ موقف سلبي منه.

وأخيرا: أكثري -أختنا- من الدعاء لله عز وجل أن يصلح زوجك، وأن يهديه، وأن يرده إلى الحق رد جميلا، واصبري، ولا تيأسي من روح الله، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً