الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي مصر على رعاية أبناء عمي رغم صعوبة ذلك!

السؤال

لدي عم مسجون منذ فترة، ترك لنا ولدًا عمره (١٥ عامًا)، وبنتًا عمرها (١٧ عامًا) وتخلت أمهما عنهما مطلقًا.

السؤال: أبي يريدهما أن يمكثا معنا في بيتنا الضيق ويصر على ذلك، ونحن ٤ شباب ذكور؟

مع العلم أن لديهما عمَّتين لديهما بنات، وعما آخر لديه بنات، فهل الأولى أن يمكثا معنا أم مع عماتي أم مع عمي؟

وما حكم إصرار الأب على تلك الفتنة -بقاءها مع شباب مثلنا وحدهم، وبقاء الولد مع أمي بالبيت في غيابنا- والذي يدفع الأب إلى تهديد أمي بالطلاق حال التناقش في هذا الأمر؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بالطبع نحن نتفهم حديثك، ونتفهم صراخك الداخلي، كما نتفهم ألم والدك والموقف الذي هو فيه، ولذلك ندعوك أن تقرأ معنا بهدوء وروية:

أخي: من فضلك تخيل معنا للحظة واحدة أن والدك -حفظه الله- هو المتوفى، وأنك وإخوانك وأخواتك ليس لكم معيل إلا عمك أو عمتك، ما الأفضل لكم ساعتها، أن تعيشوا في بيت الكافل فيه عمك أم الكافل فيه زوج عمتك؟ ثم من يملك القرار في البيت: الرجل أم المرأة؟

إن المصيبة يا أخي قد وقعت، ووالدك رجل صالح وأصيل وقد ضيق على نفسه وتحمل الحمالة كواجب عليه تجاه أهله ورحمة وطاعة لله تعالى الذي أوصى بالرحم، وفي الحقيقة لا يملك أي حر أن يفعل غير ذلك، فضلا عن كونه مسلما، فهذا أخوه وهؤلاء أولاده.

يا أخي: فكر لحظة ماذا يفعل أب وجد أولاد أخيه فجأة بلا معيل، أنت يا أخي لو كنت مكانه هل ستترك أبناء أخيك حتى لو لم تجد الكفاية، ما هكذا -يا أنس- علمنا ديننا، وما هكذا -يا أنس- تعلمنا من ديننا، ولو قرأت ماذا فعل الأنصار للمهاجرين الذي ليسوا أقرباء لهم، بل جمعتهم أواصر الدين والإخوة في الله لعلمت أن ديننا شيء عظيم، وأن الاقتداء بهم واجب، لقد تقاسم الأنصار مع المهاجرين كل شيء حتى بيوتهم وأموالهم مناصفة إرضاء لله ورسوله.

يا أنس: اعلم أن الرزق مقسوم، وأنه الله يبارك فيه على قدر بذله لغيرك، فكيف بذي رحم؟!

إننا كنا نتوقع منك أن تكون عضدًا وسندًا لأبيك في هذه المحنة، وأن تتعاون معه في ترطيب البيت، وحل المشاكل العالقة، وإيجاد طريق منتصف يجتمع عليه أهل البيت، هذا هو المأمول منك يا أخي.

كما نود منك الاهتمام بأولاد عمك خاصة، وهم اليوم بلا أب يحن عليهم، أو أم تدفع عنهم، أنهم الآن في حكم الأموات فالله الله فيهم، احتسب الأجر واغتنم الفرصة.

يمكن وضع قواعد من قبل الوالد تسير على ابن أخيه، بحيث لا يتواجد في البيت عندما يكون فارغًا من الجميع، أو يكلفه ببعض الأشياء خارج البيت، والأمر ممكن أن يحل بالرضا سيما وأخته معه.

إننا نسأل الله أن يبارك فيك وفي والدك ووالدتك، ونرجو الله أن يشرح صدرك لكلامنا، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً