الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل مواقف مع أشخاص خياليين وأكون عاجزًا عن الرد عليهم.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم.

قبل سنتين عندما انتقدني شخص ما نقدًا غير صحيح بسبب سوء فهم، حاولت الرد عليه، لكن لم أستطع وعجزت عن الرد عليه، إلى الآن لم أنس ذلك الموقف، وأصبحت في الفترة الأخيرة، أتذكره كل يوم وأحيانًا أغضب غضبًا شديدًا عندما أتذكره، وأصبحت أتخيل مواقف شبيهة بذلك الموقف مع أشخاص خياليين، عاجزًا عن الرد عليهم، وأحيانًا أغضب غضبا شديدًا كأنه حقيقي، أخاف من وقوع موقف كهذا في المستقبل.

وأكون عاجزًا عن الرد، فما الحل؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يرزقك القوة والشجاعة، وأن يسدد خطاك.

الحادثة التي مررت بها أو الموقف الذي مررت به يعتبر موقفاً عادياً، ويمكن أن يحدث لأي شخص يتعامل مع نفر من الناس مختلفين في عاداتهم وطبائعهم، وليس هناك من ليس له عيوب، ولكن ربما يكون هناك حساسية زائدة، زادت من ردة فعل الموقف، وأصبحت تلوم نفسك أكثر من اللازم، فالحادثة مضت ولا داعي للتفكير فيها من جديد؛ لأن ذلك لا يحسن أو يغير ما تم، إذ أن المطلوب الآن هو الاستفادة من الدرس، والاستعداد لوضع خطة جديدة تجنبك الوقوع في مثل هذه المواقف، وهكذا الحياة نتعلم منها كل يوم درساً جديدًا.

وعدم الرد في الوقت المناسب لا يعني أنك ضعيف، إنما هناك عوامل كثيرة ربما تكون أثرت على طريقة ردك في ذلك الوقت، النقد إذا كان بناءً، وفيه مصلحة شخصية، أو اجتماعية فمرحباً به ونقول رحم الله أمرأً بصرني بعيوب نفسي، ولكن هناك من الناس من لا يجيدون إسداء النصح بالطريقة التي تؤدي قبول الطرف الآخر إلى الرأي بصدر رحب، وربما تكون النتيجة عكسية، فاللين والتلطف في الكلام من صفات المؤمن، والاعتراف بالخطأ فضيلة، والدفاع عن الحق أيضاً فضيلة، وهذه الخصال هي التي نحتاج أن نتدرب أو أن ندرب أنفسنا عليها، ولا ندم إذا التزامنا بها في حواراتنا مع الآخرين.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً