الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالغربة في نفسي، فكيف أعود طبيعية كما كنت في السابق؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ حوالي شهرين ونصف من شعور غريب وكأنني خارج جسدي، وأيضا أشعر بالغربة عن العالم الخارجي، ورؤيتي أصبحت ضبابية وكأني في حلم، ولا أشعر بطعم الحياة، وبتبلد في عواطفي، وليس عندي قدرة على إدراك الوقت، وأنا أعلم بأنه مرض نفسي، ولكن ليس لدي المقدرة للذهاب إلى طبيب نفسي، وأشعر أحيانا أن هذا الشعور سوف يصيبني بالجنون؛ لأني لا أشعر بأني حية.

أرجوكم ساعدوني وأفيدوني كيف أتغلب على هذا الشعور، وأرجع إلى حياتي القديمة؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ EMAN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بُنيّتي عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم يمكن أن تكون هذه المعاناة من شعورك بأنك خارج جسدك، وكذلك شعورك بالغربة عن العالم الخارجي؛ وهو لا شك شعور مخيف، إلَّا أنه لا يُسبِّب ما أسميته (الجنون)، فإذا كانت الأسباب نفسيّة – كما تعتقدين – فإننا غالبًا نجدها في حالات التعب والإجهاد والقلق النفسي والبدني، وهنا يُفيد أن تعملي على توفّر شيء من الراحة، مع بعض النشاط الجسدي، وخاصة الرياضة الخفيفة.

ولكن يمكن أن يكون هذا الشعور أيضًا ناشئًا عن بعض الأسباب الطبية البدنية، كنقص الفيتامينات – وخاصة فيتامين (د) وغيره أحيانًا – أو بسبب قصور نشاط الغدة الدرقية، والذي أنصح به أولاً: أن نستبعد الأسباب العضوية الطبية، وهذا يستدعي زيارة طبيب عام أو طبيبة عامّة لتقوم بالفحص الشامل، وربما تطلب منك بعض الاختبارات التحليلية، وهي من طرفها – أي الطبيبة – ستنصحك بالخطوة التالية المطلوبة، وبناء على نتائج الفحص والاختبارات.

اطمئني بُنيّتي، فمثل هذه الأعراض تكثر – وخاصة عند الشباب من أمثالك – فأنت في الرابعة والعشرين من العمر، وليس لهذه المشاعر رغم أنها مخيفة، ليس لها مضاعفات خطيرة بإذن الله سبحانه وتعالى.

أدعو الله تعالى أن يكتب لك وافر الصحة والسلامة، وأن يُعافيك ممَّا تعانين منه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً