الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك حل لمن خسر كل شيء بسبب إدمانه على الإباحية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد يكون سؤالي هذا متكررا معكم إلى أبعد الحدود، إلا أنها المرة الأولى بالنسبة لي أطلب فيها من بعض إخواني في الله نصيحة بعد إدمان طويل على الإباحية دام تقريبا 8 سنوات، كنت أحاول فيها مرارا وتكرارا بشتى الطرق المتاحة التوقف عن تعاطي تلك السموم، إلا أن كلها كانت بلا جدوى.

والآن بعد خسارتي لدراستي ومالي وكل أصدقائي، أصبحت وحيدا مكتئبا حزينا، لم أعد أرى أي نور سوى الأفكار الانتحارية وأذية النفس، بل في بعض الأحيان أرى أنني بحاجة إلى معجزة من الله تخلصني من هذا الألم الكبير الذي أنا فيه، فماذا ترون؟

مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر اسلام ويب، ونشكر لك ثقتك بموقعنا وبتواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم، مشكلات الإدمان معقدة ومتداخلة ففيها الجانب الطبي والنفسي والأسري والاقتصادي والاجتماعي وغيرها، مع الأسف كثيراً ما يقع شبابنا ضحية هذه المواد المخدرة على اختلاف أنواعها وعلى اختلاف مدة تعاطيها، نعم، أنا أتفهم تماماً الحالة النفسية التي وصلت إليها بعد أن أدمنت وتعاطيت لفترة من الزمن، فخسرت وكما قلت الدراسة والمال والأصدقاء ودخلت في حالة من الحزن والاكتئاب والشعور بالوحدة.

طبعاً كل هذه النتائج كانت متوقعه من البداية، ولكن الإنسان قد لا يدركها مع أول أو ثاني تعاطي، وقد رأيت مثل هذا كثيراً في حياتي المهنية في الطب النفسي، من الشباب الذين وقعوا فريسة التعاطي والإدمان، ولكن في نفس الوقت رأيت الكثير منهم ممن وقع في هذا ولكن استطاع الخروج من هذه الدائرة المعيبة ومن الهبوط والهبوط والهبوط، وبدأ بالصعود والتعافي، ولكن غالبهم لم يستطع تحقيق هذا من نفسه وإنمامه من خلال الدخول في العلاج المركز في مركز متخصص لعلاج الإدمانات.

ابني: علاج الإدمان يتم على مرحلتين:
المرحلة الأولى: هي التوقف عن التعاطي وما نسميه نزع التسمم بحيث نخرج الدواء أو المادة أو المخدر من الجسم، وهذه المرحلة هي الأسهل رغم أنها موضوع طبي إلا أنها المرحلة الأسهل والقصيرة.
المرحلة الثانية: وهي التغيير الحقيقي وهي الأصعب والأطول، والتي تتضمن تغير نمط الحياة لتحيا من جديد بنمط حياة صحية، قد يتطلب تغيير الكثير من العادات أو العلاقات مع الآخرين، لتعيش بالشكل الذي أراده الله تعالى لك، بدنياً ونفسياً واجتماعياً.

إن مع كتابتك لنا بهذا السؤال فقد خطوت الخطوة الأولى، فأرجو أن تكمل عن طريق السؤال عن مركز متخصص في علاج الإدمانات في المدينة التي تعيش فيها، فبعض هذه البرامج تكون مركزة بحيث أنه مطلوب منك أن تبقى في هذا المركز العلاجي لعدة أسابيع حتى تبدأ تضع قدمك على الطريق الصحيح في التعافي، أشجعك وأشد على يديك بأن لا تستسلم وإنما تخطو الخطوة التالية التي ذكرتها لك.

وأرجو بعد التعافي أو قبله أن تدعو لنا ونحن ندعو لك بالتعافي والصحة والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً