الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من نوبات الهلع والخوف من الموت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب من المغرب أبلغ من العمر 26 سنة، أعمل بوكالة لتحويل واستقبال الأموال، في هذا الأسبوع عانيت من حالة غريبة سأسردها عليكم:

كنت جالسًا أشاهد الهاتف وفجأة أحسست بازدياد نبضات القلب بشكل كبير جدًا، حاولت أن لا أفزع، وبعد أقل من دقيقتين أحسست باختناق وخدران في اليد، وبرودة في القدم، مع الإحساس بحرارة في جسمي ترتفع من بطني إلى صدري، شعرت كأن الروح تصعد وأنني سأموت.

ذهبت إلى الطوارئ، قالوا أنها نوبة هلع، وبعد يوم واحد تحسنت، وفي صباح اليوم الثاني بدأت الأعراض تعود، و-الحمد لله- ليست بنفس القوة، ولكني أصبحت أحس طيلة اليوم كأنه سيغمى علي، وأحس بالوخز في رأسي، وسرحان، وارتفاع ضربات القلب.

بعد هذه الواقعة أصبحت أعاني الخوف من الموت، لدرجة أنني عندما أسمع كلمة الموت أحس أنني سأموت في تلك اللحظة، وكأنه سيغمى علي، وأصاب بضعف شامل في بدني، ولا يغمى علي -الحمد لله-.

أشكركم على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية بهذا السؤال، ونشكرك على شكرنا، وعلى القائمين في هذا الموقع المبارك، نعم -أخي الفاضل- يغلب على ظني أن ما تعاني منه بدأ بشكل نوبات الهلع ثم تطور إلى حالة من الخوف، أو رهاب الموت والمرض.

أريد منك -أخي الفاضل- أولاً أن تطمئن بأنك بخاصة في هذا السن اليافع ستة وعشرين عاماً؛ فإنه لن يحدث لك ما يسوؤك -بإذن الله سبحانه وتعالى- فاطمئن لهذا، فهذا الاطمئنان له دور كبير في التعافي، بالرغم من أن نوبة الهلع قد تكون مخيفة، ومن هنا كان اسمها نوبة الهلع، أما رهاب الموت فأمامك خياران:

الأول: أن تحاول التكيف مع هذه المشاعر، وتحاول تجاهلها، وهناك احتمال كبير أن تنتهي هذه المشاعر من الخوف مما له علاقة بالموت والمرض، أن يختفي من تلقاء نفسه مع مرور الأيام.

الخيار الثاني: إذا طال أو اشتد هذا الخوف أو القلق والتوتر، فيمكنك زيارة الطبيب النفسي ليقوم بالفحص النفسي، وربما يصف لك أحد الأدوية المضادة للرهاب، وهي غالباً أحد أدوية الاكتئاب، بالرغم من عدم وجود أعراض اكتئاب، إلا أن هذه الأدوية النفسية تعمل بنفس الآلية أو مشابهة لها.

وقد يصف لك الطبيب أيضاً بالإضافة إلى الدواء بعض الجلسات العلاجية القائمة على ما يسمى العلاج المعرفي السلوكي، مما يعينك على تجاوز كلا الأمرين، نوبة الهلع والخوف من الموت، اطمئن -أخي الفاضل- فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، وأدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك ويعينك على التخلص مما تعاني منه لتقبل على الحياة بهمة الشباب حيويتهم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً