الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق شديد وعصبية وكثرت مشاجراتنا في البيت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود طرح حالتي وأرجو الرد، أشكو من أمرين، الأول شأن خاص بي، والثاني خاص بالعائلة.

أولًا: عند سماع القرآن يضيق صدري، وأشعر أنني أتنفس بصعوبة، وأشكو من صداع في الرأس، علمًا أنني أحافظ على صلاتي والأذكار، ونيتي صافية، ودائمًا مع الله، لكنني في الفترة الأخيرة أشعر بالضيق دومًا من أبسط الأمور، ونفسيتي صفر، وعصبية، شربت ماء زمزم مقروءاً وشعرت أن قلبي سيتوقف، ماذا يعني هذا؟ ورجلي دائمًا تؤلمني من الركبة حتى نهايتها، بدون سبب يذكر، وشعري بدأ في التساقط، وبدأت تتغير معاملتي مع والدي، ما السبب؟ لا أعلم.

بالنسبة لعائلتي، مشكلة ألم الركب والمفاصل الممتد حتى نهاية الرجل كلنا نعانيه، ولا نتفق على رأي واحد، وكثرت المشاجرات في البيت، ومهما نظفنا البيت يظل متسخًا، أرجو الرد، وما هو الحل؟ وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب..

أولاً نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يصرف عنكم كل مكروه، وأن يعجل لكم بالعافية.

ثانياً: نوصيك -ابنتنا الكريمة- بالمداومة على الرقية الشرعية، والإكثار من ذكر الله تعالى، وإن كنا لا نستطيع أن نشخص ما تعانينه على وجه الدقة، ولكن الرقية الشرعية تنفع -بإذن الله تعالى- مما نزل بالإنسان وما لم ينزل به، فهي أذكار وأدعية، فأكثري من تعاطيها وداومي عليها ولا تيأسي من رحمة الله تعالى واستجابته، فقد يقدر الله سبحانه وتعالى على المؤمن بلاءً، ويجعل له أجلاً وأمداً ينتهي عنده، ولله تعالى الحكمة البالغة في كل ما يقدره ويقضيه.

فالبلاء يتحول إلى عطاء إذا قابله الإنسان المؤمن بالصبر والاحتساب والرضا بما يقدره الله تعالى، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم)، وذلك لما في البلاء من خيرات كثيرة قد يغفل عنها كثير من الناس، فالبلاء يكفّر الله تعالى به السيئات ويرفع به الدرجات، وينال الإنسان بسببه وبسبب الصبر عليه أجوراً لا تحصى، فقد قال الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

والرقية الشرعية أمرها سهل وبسيط -أيتها البنت العزيزة-، يمكن للإنسان أن يمارسها بنفسه، وهذا أنفع ما يكون، فإن القلب المنكسر قريب من الله تعالى، والأصل أن الإنسان المسلم لا يحتاج إلى واسطة بينه وبين ربه في دعائه، فقد قال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).

باشري الرقية الشرعية بنفسك، اقرئي آيات الفاتحة، وأوائل سورة البقرة، والآيتين الأخيرتين منها، وآية الكرسي، والمعوذتين، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس)، وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد)، وأكثري من قراءة هذا القدر من القرآن والقرآن كله شفاء، اقرئيه في كفيك وانفثي، أي أخرجي شيئاً مع الريق مع شيء من الهواء وامسحي جسدك، واقرئي شيئاً منه في الماء واشربي هذا الماء واغتسلي ببعضه، دوامي على هذا فإنك ستجدين -إن شاء الله- تعالى ثمرة طيبة، وإذا استعنت بمن يحسن الرقية الشرعية من العلماء أو الثقات أو الأخوات الصالحات الطيبات فلا بأس.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يذهب عنكم كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً