الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تناولي المخدر أصبت بدوخة ونوبة هلع وقلة إدراك، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من دوخة وتشتت ذهني كبير، وعدم التركيز وقلة الإدراك، أشعر أن رأسي مجمد منذ تناولي المخدر، لكن ليس بجرعة كبيرة جدًا، فقط من باب التجربة، والتي سببت لي نوبة الهلع في اليوم التالي؛ حيث شعرت بهذه الأعراض، لقد مر شهر وأنا في هذه الحالة، حيث شعرت بأنني لم أعد أعرف الواقع الذي أعيش فيه بسبب قلة إدراكي له.

قمت بالبحث في الإنترنت؛ لأنني ظننت أن ما أصابني له علاقة بالأعصاب، لكنني أشعر أنها أكثر من ذلك؛ لأن كل ذلك متمركز في رأسي ويبعدني عن الحياة الطبيعية.

أرجو منكم تشخيص حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا.

لا شك أن تعاطي المخدّر يمكن أن يُسبّب أذيّةً للدماغ، ولكن ليس عادةً إذا كانت جُرعة واحدة كما جرى معك، ولكن هذه الجرعة الوحيدة التي تناولتها نعم قد تُسبِّبُ حالة نفسية من القلق والتوتر، ولعلَّ في هذا رسالة تحميك من الاستمرار في التعاطي، فلو استمررت في التعاطي لكان خرج الأمر من سيطرتك ودخلت في دائرة الإدمان، وكما يقال (رُبَّ ضارَّةٍ نافعة)، ولا شك – أخي الفاضل – أنك تشعر بتأنيب الضمير لهذه الجرعة، وهذا شعور أيضًا بحمد الله يمكن أن يحميك من الاستمرار بالتعاطي كما ذكرتُ.

أنا أعتقد أن التشخيص إنما هي حالةٌ من نوبة الهلع بسبب قيامك بأمرٍ أنت لا ترغب فيه وتعلم أنه ضارّ، بالإضافة إلى بعض الأعراض البدنية لهذا المخدر، فتطوّرتْ عندك حالة الهلع هذه التي تشعر بها.

أريدُ أن أطمئنك – أخي العزيز – بأنك بعون الله تعالى ستخرج من هذه الحالة، ولكن بشرط عدم عودتك للمخدّر مجددًا، وبتقديري سوف تخرج تدريجيًّا من هذه الأعراض والمشاعر، ولو أخذ الأمر بعض الوقت، ولكن إن لم تتحسّن الأمور وشعرت بالقلق فلا بأس أن تأخذ موعدًا مع الطبيب العام، وليس بالضرورة الطبيب النفسي، ليقوم بفحصك ويُوجّهك للعلاج المناسب.

تذكّر – أخي الفاضل – أن الاستشارات النفسية عن بُعد تبقى استشارة عن بُعد، وقد لا تُغني عن زيارة الطبيب إن دعت الحاجة.

أدعو الله تعالى أن يحفظك من كل سوء، ويُصلح عملك، ويهديك الصواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً