الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجاً لحدة الطبع والردود العصبية التي أعاني منها

السؤال

السلام عليكم.

أرجو إفادتي بعلاج حيث أنني أعاني من:
١. حدة الطبع، ورد فعل عصبي زائد عن الحد في أغلب الأحيان.
٢. تذبذب في تقدير الذات وتقلب الحالة النفسية.

٣. توجيه الكلام أو النصيحة بقسوة، وتوبيخ وعنف لفظي، ثم أندم وأدرك التصرف السليم.

٤. عدم الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة أي لا أتعلم من الأخطاء.
٥. القابلية للاستهواء حيث أصدق غيري وأتعاطف معه حتى لو تضررت.
٦. سوء التكيف الاجتماعي مع المحيطين سواء في المنزل أو العمل الخ.
٧. تذكر الذكريات المؤلمة للماضي.

الأسباب: مررت في تربيتي بجميع الأساليب الوالدية الخاطئة من قسوة، وحرمان عاطفي، وتناقض، وإهمال ولوم، ونقد وضرب، وتسلط وإيلام، وتشويه سمعة، والتذكير بالأخطاء، والمقارنة بالغير.... إلخ.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم أحياناً تكون حدة الطبع والردود العصبية إنما هي عرض لتعب نفسي أو بدني، وهذا يرتبط لحد كبير بما ذكرت في رسالتك من أساليب التربية.

أخي الفاضل ذكرت العديد من القضايا والأمور النفسية والتي كل واحدة منها تحتاج لصفحات وصفحات، ولكن كلها إنما هي ولحد كبير أعراض لنوع التربية التي ذكرت بأنها شملت كل أشكال التربية الوالدية السلبية القاسية مع الحرمان الذي مررت به.

أخي الفاضل إن فهم الأمر شيء وتبريره والاستمرار عليه شيء آخراً، فنعم ما مررت به في طفولتك وحياتك صنع منك الرجل الذي أنت عليه الآن، والتي وصفت بالتفصيل بسؤالك، ولكن كما يقول أحدهم: (نحن لسنا أسرى لماضينا)، فالتحدي الكبير أخي الفاضل هو كيف تفهم خلفيتك التي تربيت عليها، ومع ذلك تعزم على الانعتاق من أسر الماضي، ولا شك أنك ترغب بهذا ومن أجل هذا أنت كتبت إلينا بهذا السؤال، فالنية والقصد والرغبة موجودة، وربما التدرج في التغيير هو المناسب هنا.

ومما يعينك ثلاثة أمور:
أولاً: اللجوء إلى الله تعالى بالعبادة والدعاء والذكر (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، إن منافع الإيمان والتدين ليست فقط أخروية وإنما هي حياتية أيضاً، كما ذكرت ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

الأمر الثاني: تقدير الذات بأن تذكر نفسك دوماً بالأمور الإيجابية فيك وفي حياتك، فإذا لم يقدر الناس إيجابياتك فعلى الأقل قدرها أنت فأنت مثلاً معلم وأنا متأكد هنا أن هناك من الطلاب من يستفيد من تعليمك لهم.

ثالثاً: الترويح عن النفس بالرياضة والهوايات التي تسعدك وتريحك وتساعدك على الاسترخاء.

وأخيراً: أما تذكر الماضي فمن الطبيعي أن تلوح في ذهنك صور الماضي بين الحين والآخر، ولكن حاول أيضاً مع الصور المؤلمة أن تستحضر الصور الإيجابية المفرحة، وأكيد كان هناك في حياتك الكثير منها، ادعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويعينك على السير في طريق التغيير المرغوب أو المطلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً