الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بفتاة ولكن والدها دخله حرام، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت فتاة وأريد الزواج منها، المشكلة أن والدها سرق من المال العام، وأخاف لو تزوجتها أن يسلبني الله البركة ويعاقبني، ماذا أفعل؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

بخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:

• أخي الحبيب بارك الله فيك على حرصك على الطيب الحلال، والتحري فيه، والبعد عن المحرمات والمشتبهات؛ فالعبد مأمور بتحري الطيب الحلال في أموره كلها.

وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)، وقال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)).

• أما عن زواجك بهذه المرأة فإن كانت ذات دين فلا يضرك ولا يضرها كون والدها دخله حرام، أو يسرق من المال العام -كما ذكرت-، وقد قال تعالى: ((ولا تزر وازرة وزر أخرى))، والمقصود في الزواج أن تكون المرأة نفسها ذات دين، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، [متفق عليه].

والقاعدة في الشرع أنه لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده)، [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].

• وعليه -يا أخي- فلا حرج عليك، والمهم هنا أن يقوم بيتكما على ما يرضي الله عز وجل واجتناب ما يسخطه تبارك وتعالى، حتى يبارك لكما في حياتكما.

وفقك الله -أخي الغالي- وحفظك ويسر لك الخير حيث كان، وأتم عليك نعمه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً