الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت شخصًا منعزلًا يشعر باليأس من حياته، فأعينوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله الخير والإحسان.

أنا شاب عمري 29 عاماً، أواجه مشكلة أني أشعر بالغباء جداً، ولا أستطيع التفكير وكل من حولي ينعتني بالغبي.

حتى في المواقف والحديث معهم كلهم يقولون لي (خليك ساكت أحسن)، هذه المشكلة معي منذ الطفولة، ولا أدري لماذا؟

أشعر باليأس من حياتي، وأصبحت شخصاً منعزلاً لا أريد التحدث ولا حتى مجرد التفكير، وأواجه صعوبة في التركيز كذلك، حتى عند حضور درس أو محاضرة، أو دروس الأونلاين أشعر بأنني أواجه صعوبة بالتعلم والفهم، أصبحت حياتي مشاكل، لا أعرف ماذا أصنع؟ ولماذا يحدث هكذا؟

أصبحت منعدم الشخصية، وخجول جداً، ولا أثق في نفسي.

ذهبت لطبيب نفسي، وبعد عدة دوّامات مع أنواع العلاجات المختلفة، آخرهم دواء زيلاكس عيار 20، كان دواءً جيداً شعرت بالتحسن معه.

لكن أنا أعتقد أن مشكلتي ليست نفسية، فهل توجد أدوية أو أعشاب لتحسين العقل والتفكير، حتى أصبح أكثر ذكاءً وأتخلص من مشاكلي؟

أرجو أن أجد الحل عندكم، وأنا شخص عندي كلية واحدة، ومتزوج حديثاً، وحتى هذه المشاكل سببت لي مشاكل أخرى مع زوجتي، لا أستطيع أن أفكر بها، ولا أفكر بنفسي، أعيش لآكل وأنام، هذا الروتين قاتل.

وقبل أن أنسى؛ نوبات الهلع تأتيني بصفة يومية وعلى مدار اليوم، أهلكتني، أصبحت أخاف الموت، وأشعر بالموت كل يوم، عدا عن ألم الصدر والرجفة، ونظري مشوش، وكلي مشوش، وألم في العضلات، وقلق وتوتر.

أتمنى أن أجد الشفاء عندكم من بعد الله.

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر موقع إسلام ويب..

نشكر لك سؤالك، والذي حوى الكثير من التفاصيل، حقيقة قرأت سؤالك أكثر من مرة وأنا أفكر فيه وأتأمل في تفاصيله.

أخي الفاضل: ورد في سؤالك العديد من القضايا والجوانب، أذكر منها أربعة جوانب يفيد التعامل معها من خلال التفريق بينها، وإلا فقد تصبح مع بعضها شيئاً مستحيلاً، وكما يقال فرق تسد.

هذه الجوانب يفيد أن تفرق بينها وتتعامل معها كلاً على حدة:

فأولاً : الجوانب النفسية: ما وصفته من نوبات الهلع والتوتر، وربما الذي يشرح ألم الصدر أو يفسر ألم الصدر والرجفان والتشوشات؛ فهذا يفيد أن تعالجه كما تفعل أنت مع الطبيب النفسي، سواء العلاج الدوائي أو العلاج عن طريق الجلسات التي أخذتها مع هذا المعالج.

الجانب الثاني: جانب الصحة البدنية: صحيح أنك ذكرت أن لديك كليةً واحدةً، ولكن يبدو أن الأمور مستقرة في هذا الجانب، فلا أظن أنك تحتاج لعمل الكثير، فمن نعم الله تعالى أن الإنسان إن كانت عنده كلية واحدة؛ فإن الكلية الثانية تتضخم، وتعوض النقص لتقوم بعمل كليتين.

الأمر الثالث: أشرت إلى بعض المشاكل في العلاقة الزوجية مع زوجتك، فهذا أيضاً أنصحك أن تفكر فيه وتتحدث مع الزوجة لتروا ما هو لب المشكلة، وتعملوا على حلها، سواء فيما بينكما أو الاحتياج إلى استشارة أخصائي في العلاقة الزوجية.

الأمر الرابع: هو الصورة النمطية من خلال العلاقات الاجتماعية مع الناس الآخرين، حيث وصفت استهزاءهم بك وشعورك بالخجل وهذه حقيقة مشكلة.

أخي الفاضل: أعتقد أن العنصر الأهم في حل هذه القضايا التي سبق ذكرها هو أن تستوعب هذه الجوانب المختلفة، وتتعامل مع كل منها بحكمة ووعي، أنا أشعر أنك إذا أردت تطوير نفسك فأنت لا تفعل هذا لإرضاء الناس الآخرين أو تغيير فكرتهم عنك، نعم الصورة النمطية من المجتمع تجاه الإنسان يمكن أن تحدث مشكلة، إلا أنها مشكلة مضاعفة، إذا حاول جاهداً أن يغير هذه الصورة النمطية من أجلهم لا من أجله هو، وكما يقال إرضاء الناس غاية لا تنال.

أخي الفاضل: يفيد أن تركز جهدك وتفكيرك على:
أولاً: حياتك الأسرية؛ بحيث تستثمر فيها وقتاً وجهداً لتبني الأسرة الناجحة.
ثانياً: تركز على عملك الخاص الذي تعمل به.
ثالثاً: ثم تحاول أن تقبل على الحياة بهمة وتفاؤل ونظرة إيجابية.

حاول -أخي الفاضل- أن تستكشف نقاط القوة في شخصك وفي أسرتك وفي بيئتك، وتركز عليها بعيداً عن كل التركيز الذي يكون محصوراً في الجوانب السلبية، كل إنسان لديه في حياته جوانب سلبية وجوانب إيجابية، إذا ركزنا كل اهتمامنا على الجوانب السلبية فسنعاني كثيراً، فلا بد من النظر إلى نصف الكأس الممتلئ.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك على تلمس خطوات إيجابية نحو تحسين شعورك نحو نفسك والآخرين والحياة.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً