الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيل أهلي وأريد الزواج وراتبي لا يكفيني.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعزب، عمري ٢٥ سنة، أعيش مع أهلي في بيت واحد، ومعنا أختنا المطلقة، ومعها ٣ أولاد وبنت واحدة، أعمل في وظيفة براتب شهري يكفيني ويكفي أهلي والحمد لله، وأنا أريد الزواج، فهل علي إثم إذا قطعت المصاريف عن أهلي لكي أجمع المهر وتكاليف العرس، أم أبقي المصاريف لهم ولا أتزوج؟

مع العلم أن جمع المهر والمصاريف سيأخذ ٥ سنين على الأكثر، ولا يوجد لدي حل آخر فليس لي مصدر رزق، ولا معيل إلا الله ثم نفسي، وأهلي لا يوجد لديهم مصدر رزق يكفيهم إلا القليل من الدراهم من معاشاتهم، لكن معاشي هو الأساس، ولا يوجد من يعطيني الدراهم.

نريد منكم الإفادة والدعاء، بارك الله فيكم، أسأل الله تفريج الهم على جميع شباب المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ABDEL RAHMAN حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.. نبدأ من حيث انتهيت أنت أيها الحبيب باستشارتك، بالدعاء لك، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج همك، ويوسع رزقك، ويكفيك بالحلال عن الحرام، كما نسأله سبحانه وتعالى أن ييسر لك أسباب العفة ويعينك على الزواج.

وثانياً: نبشرك أيها الحبيب ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: (ثلاثة حق على الله عونهم منهم الناكح يريد العفاف). فعزمك على الزواج، وجمع المهر بقصد إعفاف نفسك عن الحرام سبب جالب لعون الله تعالى لك، فنسأل الله تعالى أن يتولى عونك وييسر أمرك، ونحن نشد على يديك أيها الحبيب في الأخذ بأسباب الزواج ما أمكنك ذلك، فاستعن بالله ولا تعجز، ونصيحتنا لك قبل الزواج أن تأخذ بأسباب العفة، فإنها تعينك على تجنب الوقوع في الزلل والخطأ، وإن طال بك الوقت، ومن ذلك تجنب كل ما يثير الشهوات والغرائز من المسموعات والمرئيات، وإدمان الصيام والإكثار منه إن استطعت ذلك، نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك.

ومن أعظم الأسباب التي نصل بها إلى مقاصدنا التوجه إلى الله تعالى ودعائه وسؤاله أن يبلغنا من الخير ما نتمنى ونرجو، فأكثر من دعاء الله تعالى، واحفظ نفسك من الوقوع في معاصي الله، وأدِّ فرائضه، فإن العبد في كثير من الأحيان يحرم الأرزاق بسبب ذنوبه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه".

وأما بخصوص ما سألت عنه أيها الحبيب من شأن النفقة على أهلك، فإنك لم تبين لنا من هم هؤلاء الأهل الذين تعيلهم، فالواجب عليك أن تنفق على أصولك من الآباء والأمهات والأجداد والجدات إذا كانوا محتاجين من النفقة، بمعنى أن ما لديهم لا يكفيهم، وأما غيرهم من أقاربك فإنه لا يلزمك أن تنفق عليهم، ومن لا يلزمك أن تنفق عليه لا تأثم إذا لم تعطه مالك، ولكننا مع ذلك ندعوك إلى الإحسان إلى أقاربك ما استطعت، خاصة إذا كانوا فقراء، ونظن بالله تعالى الظن الجميل، أنه سيخلف عليك ويعوضك عما تنفق عليهم، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عن العوض والخلف في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه وتعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) فكن حسن الظن بربك أنه سيخلف عليك، وسيفتح لك من أبواب الرزق ما يعوضك به عما تواسي به أقاربك الفقراء المحتاجين، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا".

فنصيحتنا لك أن تسعى في تحصيل الرزق بما أمكنك من الوسائل والأسباب، وأن تدخر جزءًا منه لتجهيز زواجك، وأن تنفق النفقات الواجبة التي بيناها وتحاول الإحسان إلى من لا يلزمك أن تنفق عليه من أهلك وقرابتك الذين في بيتك، وتواسي المحتاج منهم، وسيجعل الله تعالى لك فرجاً ومخرجاً، نسأل الله تعالى أن ييسر أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً