الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتحسن عند الراقي وعند الرجوع للمنزل يشعر بالضيق!!

السؤال

السلام عليكم.

أخي ممسوس بجنية، وعند الذهاب لراقٍ لقراءة الرقية الشرعية عليه يتحسن، ويشعر براحة، لكن عند الرجوع للمنزل يشعر بالضيق، أو تظهر عليه بعض الحركات، مثل: اهتزاز يده اليسرى باستمرار، علماً أن الراقي أخبرني بخروج الجنية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يجزيك خيراً على حرصك على أخيك، وأن يشفيه وأن يعافيه، وأن يصرف عنه شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.

الأخت الفاضلة: إن علاج مثل هذه الأمور سهل ميسور في كتاب الله تعالى، وهو ما يعرف بالرقية الشرعية، والرقية الصحيحة الشرعية ما اجتمع فيها ثلاثة أمور :
1 - أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، أو المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2 - أن تكون باللسان العربي، وما يعرف معناه، فكل اسم مجهول فليس لأحد أن يرقي به، فضلاً عن أن يدعو به، ولو عرف معناه، لأنه يكره الدعاء بغير العربية، وإنما يرخص لمن لا يحسن العربية، فأما جعل الألفاظ الأعجمية شعاراً، فليس من دين الإسلام.
3 - أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.

هذه الثلاثة هي ما يجعل الرقية شرعية وصحيحة، ويمكنك من خلال هذا أن تعرفي إن كان من يرقي أخاك على السنة أم لا، وهي نافعة -بإذن الله-، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً" رواه مسلم.

وأفضل من يرقي المريض هو المريض ذاته، فإن عجز فالصالح من أهله، ولا بأس بالاستعانة بعد ذلك بالعالم الشرعي المتخصص.

ثانياً: ما حدث معكم يدل على أحد أمرين:
1- إما أن تكون المشكلة حالة نفسية عند الأخ لا علاقة لها بالجن، وحين يذهب إلى الراقي يهدأ، ثم إذا خرج من عنده تعود تلك النفسية إليه، وهذا يحتاج إلى طبيب نفسي.
2- أو يكون الراقي قد عالج شيئاً وبقي آخر، وهذا يحتاج إلى متابعة مع الراقي، والصبر على ذلك، المهم التأكد من طريقة الراقي، وأن تكون شرعية.

ثالثاً: بالتوازي مع الرقية، ننصحكم بمتابعة الرقية في البيت على النحو التالي:
1- قراءة سورة الفاتحة، وهي من أنفع ما يقرأ على المريض.
2- عند رقية المريض يقول: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك" رواه مسلم.
3- كلما اشتكى ألماً في جسده ضعوا يدكم على موضع الألم وقولوا: "بسم الله (ثلاثاً) و "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (سبع مرات). رواه مسلم
4- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
5- قراءة سورة البقرة كل ليلة، وهذا هو الأصل، فإن عجزت، فعلى الأقل الاستماع إليها في البيت كل ليلة.
6- الابتعاد عن المعاصي، وخاصة الظاهرة مثل الغناء أو الموسيقى أو الصورة المعلقة أو التماثيل، كل هذه المحرمات الأصل فيها الابتعاد عنها.

وأخيراً: الصبر على هذا الطريق، مع الثقة الكاملة بأن الفرج قادم -بإذن الله-، وأرجو أن تضعوا مسألة التعب النفسي في الحسبان، فكثير من الناس أصابهم الوهم بالجن، ثم جلسوا أعواماً طوالاً يتعالجون من شيء غير موجود، حتى مرض مريضهم أكثر، وقد كان الأمر في البداية ميسوراً لو ذهبوا إلى طبيب نفسي.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً