الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة، فهل هي سرطان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنة اكتشفت عن طريق الصدفة وجود تضخم غدة في الرقبة، وبعد الضغط عليها والبحث ومع مرور الوقت، اكتشفت وجود غدد جديدة أسفل الفك، والرقبة، وعلى الجانبين الأيمن والأيسر، علمًا أنني لم أعان من أي أعراض خلال السنة، مثل: نقص الوزن، والتعرق، والحكة، والخمول.. إلخ.

أنا قلق جداً من الإصابة بالسرطان، علمًا أن بعض الغدد في بعض الأحيان تكون كبيرة، وأحيانًا أخرى يصغر حجمها.

أجريت السونار، وكان حجم واحدة من الغدد 17×7، وبعد تناول المضاد لمدة يومين أصبح الحجم 16×4، تركت المضاد وأنا قلق وخائف جداً، وحياتي غير طبيعية، قبل شهرين أجريت تحليل esr، وتحليل crp، وتحليل cbc، والفحوصات سليمة.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الغدد الليمفاوية جزء لا يتجزأ من الدورة الدموية، حيث تقوم الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية بنقل رشح الخلايا من الأماكن المجاورة لها، لتصل إلى الدورة الدموية بجوار القلب في النهاية.

والغدد الليمفاوية في الرقبة كثيرًا ما تلتهب؛ بسبب التهاب الحلق، واللوزتين، وفروة الرأس، والأذن الخارجية، وعندما يتم علاج الالتهاب يقل حجم الغدد، ولا يعود الحجم إلى سابق عهده.

بل تظل الغدد أكبر من حجمها الطبيعي، فإذا كان الحجم الطبيعي للغدد قبل الالتهاب مثل حبة العدس، فإنه يصبح مثل حبة الترمس، أو الفول الصغيرة، وتعمل مع الأوعية الليمفاوية في نقل مادة الليمف LYMPH من حول الخلايا تمامًا، كما تنقل مواسير الصرف الصحي الماء والفضلات إلى نظام الصرف الصحي.

ولذلك تعتبر الدورة الليمفاوية بمثابة الصرف الصحي في جسم الإنسان، وكل عضو من الأعضاء له بعض الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية التي تسحب منه رشح الخلايا، وتعود بها إلى الدورة الدموية، ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة، فإن هذه الغدد في زاوية الفك، وخلف الأذن تلتهب أيضًا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة.

وإذا التهبت فروة الرأس حول الأذن، أو التهبت الأذن الخارجية أو الوسطى، نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجمها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس، إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، ولا قلق من ذلك ولا ضرر، ولا تتحول إلى أورام كما يظن البعض.

وكون تحليل صورة الدم CBC طبيعياً، وتحليل ESR طبيعياً، وتحليل CRP طبيعياً أيضًا، فهذا مؤشر ليس فقط على خلو الإنسان من أورام الغدد والدم، بل على خلوه من أي التهابات في أي مكان في الجسم، لأن التحاليل السابقة تمثل مؤشرات الالتهابات، فهذا يعني أيضًا أن عدد كريات الدم البيضاء WBCs طبيعي، وبالأخص كريات الليمفوسيتس lymphocytes طبيعي أيضًا، وهي الكريات التي يزيد عددها كثيرًا جدًا ويصل إلى ما يقارب 100000 عند تحول تلك الكرات والغدد الليمفاوية إلى الحالة السرطانية.

وفقك الله لما فيه الخير .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً