الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التركيز في المذاكرة مع وجود الإزعاج، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

أنا طالبة سنة تحضيرية طبية، مشكلتي أنني لا أستطيع الدراسة أبداً ومعي أحد في الغرفة، حتى أنني لا أستطيع التركيز إن سمعت صوت أحدهم في الغرفة التي تقابلني، وهذا يوترني كثيراً، وقد شرحت هذا الموضوع لأهلي، لكن لم أر رداً إيجابياً منهم، فما الحل برأيكم؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك النجاح والتوفيق.

أولاً: نقول: الحمد لله أنك وصلت إلى مرحلة دراسية متقدمة، ودخولك السنة التحضيرية في المجالات الطبية، هذا إنجاز كبير ما تم إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم باجتهادك ومثابرتك.

ثانياً: كل طالب له طريقة استذكار معينة، يكون قد تعود عليها منذ المراحل الأولى للدراسة، فبعض الطلاب يفضل أن يدرس وحده خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه، وآخر ليس لديه مشكلة بأن يدرس وهو يسمع صوت التلفاز أو دوي الماكينات أو المكيفات، وآخر يفضل الدراسة الجماعية والنقاش مع الزملاء، وآخر تجده يستفيد أكثر عندما يدرس في المكتبة الجامعية أو المكتبة المدرسية، فالأمر يختلف من شخص لآخر باختلاف قدرة الفرد على التركيز والانتباه؛ باعتبارهما الركيزة الأساسية التي تساعد في اكتساب المعلومات.

ثالثاً: لم نتعرف على سكنك الحالي، هل هو مع الأسرة أم هو سكن مشترك فيه مجموعة من الطالبات؟ فهذا أمر مهم لكي نرشدك إلى الطريقة المثلى التي يمكن أن تساعدك في تخطي المشكلة والتغلب عليها، فنقول: تهيئة البيئة الدراسية لا شك أنه عامل مهم من عوامل النجاح، ونقترح عليك الآتي:

أولاً: تغيير السكن، فإذا كانت هناك استحالة في تغيير السكن فحاولي تغيير زمن المذاكرة، أي اختاري الوقت الذي تخلو فيه الغرف أو ينام أصحابها، وحاولي استثمار مثل هذه الأوقات، مثلاً بعد صلاة الفجر مباشرة، أو أي وقت تشعرين فيه بالنشاط البدني، وفيه فرصة هدوء أو عدم إزعاج.

رابعاً: حاولي مذاكرة المواد التي لا تحتاج لتركيز أكثر عندما تكون هنالك أصوات صادرة من الآخرين، وتأجيل المواد الأخرى التي تحتاج إلى تركيز أكثر لوقت الهدوء.

خامساً: استفيدي من الأماكن الخارجية، أي عند خروجك من السكن في المذاكرة، مثل قاعات الدراسة أو المكتبات، ثم تكون العودة إلى السكن للنوم فقط.

سادساً: إذا كنت تسكنين مع الأهل أو مع الأسرة، فيمكنك أن تضعي لك قوانين لكي يتعود عليها الآخرون، مثلاً أن تكتبي على باب غرفتك: يرجى عدم الإزعاج، أو أي عبارات يكون فيها تلطف مثل: (الهدوء مهم للمذاكرة)، أو: (وقتي أساس مستقبلي)، أو: (لن أصبح طبيبة إذا لم يتهيأ جو المذاكرة)، وغير ذلك من العبارات اللطيفة التي تدل على أنك محتاجة لهذا الوقت للمذاكرة، وذلك حتى يحترم الآخرون احتياجاتك، وتصير قوانين بالنسبة إليهم، ويقومون بتطبيق ما تريدين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً