الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة أخلاقها عالية لكنها غير جميلة.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، أعتبر مجتمعي شديد الوسامة، وبسبب هذا الشيء تعرضت لفتن كثيرة، وكانت هذه القصة كالحجر الذي يقف في طريقي، فعقدت قراني على فتاة تعتبر غير جميلة أعجبت بأخلاقها العالية جداً، في البداية عارضني الأهل والأصدقاء، لكن بعدها تم العقد وصليت الاستخارة ومضيت في الأمر، بعد عقد القران بيوم أحسست بضيق صدر لم يفارقني حتى الآن، ونظرات الناس في الشارع تشعرني وكأنني أقدمت على ذنب كبير.

أنا متعب، حيث إني قد صليت الاستخارة، ولا أشعر أني راض عن خطيبتي، وذلك بسبب الشكل (الذي تقبلته)، وتأتيني وساوس أنه يمكنك أن تأخذ أفضل منها بكثير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك وأن يصلح الأحوال.

أرجو أن لا تلتفت لكلام الناس، واعلم أن رضاهم غاية لا تدرك، وأن السعيد هو الذي يقدم طاعة الله ورضا الله، فإذا رضي الله عنك أرضى عنك الناس، قال ربنا العظيم: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا) وعليه أرجو أن تسلك السبل والطرق التي تجلب لك رضا الله تبارك وتعالى، ومنها الوفاء لهذه الزوجة التي اخترت دينها، واخترت التزامها.

هذا هو أهم ما ينبغي أن نركز عليه في الاختيار، ولك البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم، (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وما حصل لك بعد ذلك للشيطان دخل فيه، لأن الحب من الرحمن، والبغض من الشيطان، يريد أن يبغض لنا ما أحل الله لنا، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، فخالف الشيطان والهوى، ولا تلتفت لكلام الناس، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال ولا الخير، وأكمل مشوارك مع هذه الفتاة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

إذا جاءتك هذه المشاعر السالبة فاعلم أنها من الشيطان، وهمّ الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ونحن إنما نقهر عدونا بطاعتنا لربنا، فعندها تعوذ بالله من الشيطان، واذكر الرحمن، واجتهد في أن ترضى بما قدر الله تبارك وتعالى لك وهو الخير، لأنك بدأت بالاستخارة، ولأنك اخترت الدين، فأنت فعلت الأسباب، واعلم أن غيرها من النساء معها مثل الذي معها، وأن الإنسان عندما يختار الدين فإن هذا هو الجمال المستمر، فجمال الجسد عمره محدود، لكن جمال الدين والروح بلا حدود، المرأة الصالحة ستعينك في دينك، وستحفظ لك بيتك، وتربي عيالك على الدين والاستقامة.

نسأل الله أن يعينك في الخير، وتعوذ بالله من شر كل ذي شر، واجتهد في المحافظة على أذكار الصباح والمساء، واقرأ على نفسك الرقية الشرعية، واشتغل بطاعتك لرب البرية، ونسأل الله أن يديم عليك النعم ظاهرها وباطنها، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً