الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع زوجي بالتوقف عن أكل الباطل فهو لا يعيرني اهتماماً؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد حصلت على عمل في الفترة الماضية، وأنا في انتظار رسالة المباشرة لكي أباشر عملي، ولكنني اكتشفت أن رسالة المباشرة قد أصدرت وزوجي لم يقل لي ذلك، حيث وكلته بإكمال الإجراءات الخاصة بالتعيين، وقام بذلك عن طريق الوساطة بحيث أتقاضى المرتب بدون عمل، وأنا غير راضية عن ذلك، وقلت له ذلك ولم يعرني اهتماماً.

علماً بأنه لم يبلغني بمعلومات حسابي في البنك أبداً، فقد قام بفتح الحساب عن طريق الوساطة أيضاً، وأنه لا يصلي، وإذا تكلمت ستحصل مشكلة تؤدي للطلاق، فهو يهددني بالطلاق على أتفه الأسباب.

أفيدوني يرحمكم الله، لا أريد لولدي الصغير أكل الباطل، ولا أريد هدم البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء.

أختنا الكريمة: الله -عز وجل- قال: (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) والأكل بالباطل أنواع، منها ما يكون بطريق الغصب والنهب، أو بطريق الرشوة والوساطة وكل هذا محرم في دين الله -عز وجل-.

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام). رواه البيهقي وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به).رواه أحمد والبزار.

وروى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه). وقال صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه). رواه مسلم.

وعليه فالأمر خطير، وعندك طفل منه، لذا تجب مناصحته وتعريفه بأن آكل المال الحرام لا يستجاب دعاؤه، ولو لم يكن له من العقوبة إلا هذا لكان كافيا. ففي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ... (وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب، يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له).

وأكل المال الحرام له أضرار دنيوية وأخروية كثيرة، وكم رأينا من يأكل الحرام فابتلاه الله في بدنه أو في ولده أو في أهله، ولا ينبغي عليك خوفاً من التهديد بالطلاق السكوت على هذا الإثم وهذا الباطل، بل ينبغي عليك -أختنا الكريمة- الحديث معه وإن غضب، والحديث إليه وإن هدد، ولكن بلطف وود حتى يرتدع، فإذا لم يرتدع بالحديث فاستعيني بالصالحين من أهله أولا، فإذا لم يكن فاستعيني بأهلك، ولا تُقدمي على هذا الأمر مطلقاً.

بالطبع نحن نحرضك على عدم هدم بيتك، ولكن لا يجوز لك أكل المال الحرام وإطعام ولدك منه، ولذا فالواجب عليك الإنكار بكل وسيلة ممكنة حتى يتخلص من هذا المنكر.

نسأل الله أن يهديه وأن يصلحه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً