الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حب الكتمان وعدم الوضوح أمام الناس يعتبر مرضاً نفسياً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طبتم وطاب محياكم، أولاً كل الشكر على هذا الموقع الجميل والمفيد، وجزاكم الله خيراً على جهدكم الدائم، وبعد:

أريد استشارة بارك الله فيكم، أنا في الحقيقة عندي شيء وهو حب الكتمان وعدم الوضوح أمام الناس، ولا أحب أن أفصح ما بداخلي لكثير من الناس، وخصوصاً من لا أعرف أو من عرفته حديثاً ولا أحب الثقة بالغير أو التكلم معه بشكل واسع، ممكن أعطيه وقتا ولكن لا أتسع مع الأشخاص وسرعان ما أحب أن أترك أي علاقة إذا أحسست أن فيها خطرا عليّ أو أنّ ذلك الشخص غير جدي، بل أنا أكره الأشخاص غير الجديين حتى ولو لم أبدي لهم ذلك؛ لأني أشمئز منهم صراحة لعدم جديتهم في الكلام وفي التعامل مع الناس.

وإذا كنت في مكان عملي لا أتكلم بتاتاً إلا إذا كانت هناك حاجة، أحب الوحدة أحياناً ليس دائماً ولا أحب كثرة النقاشات والجدالات التافهة وغير النافعة، وإذا حدث وأبديت سراً أو شيئاً عني لأمي مثلاً أو شخص ما أرتاح إليه أحس بعدها بتأنيب وأقول في نفسي ليتني لم أحدث أمي بذلك، ولا أحب أن يعرف الناس عني شيئاً ولو كان بسيطاً؛ لأني أنا لا أهتم للناس أو أنزعج من رأيهم فيّ؛ لأني أراه رأياً فقط لن يزيد أو ينقص فيّ شيئاً، وأحب الذهاب في الطريق الفارغ، وأن أفعل ما أحب وليس ما يراه الناس أو يحبونه، وما أكره أني لا أحب أو أفصح عن ما في داخلي لأمي رغم أنها تنصحني كثيراً، ولكنها تقول ما أخبرها أحيانا للناس لذلك لا أحب إخبارها عني كثيراً.

سؤالي: هل هذا يعبر على أني مريضة نفسياَ؟ وهل هناك سلبية في نفسي أو أنانية مع أمي والناس عامة؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولاً: نحمد الله أنك تراعين مشاعر الوالدة وهذا أمر مطلوب، وكذلك أنك بعيدة عن القيل والقال، وأنك لا تتدخلين في شؤون الآخرين، كل هذه من الصفات المحمودة لا شك.

ثانياً: ربما يكون أسلوب التنشئة الاجتماعية التي تعرضت له منذ الطفولة أثر على طرق التعامل مع الآخرين، فبعض الناس ينشأ منفتح على الآخرين، وليس لديه حرج بأن يقول كل ما يدور في خاطره، وما يحتفظ به من أسرار، ولا يرى في ذلك شيئا، والبعض الآخر تعود على كتمان ما بداخله، ويلوم نفسه إذا أخرج أي معلومة حتى ولو كانت عادية.

ثالثاً: لا بد من إيجاد ضابط لكي نعرف متى نخرج ما بداخلنا ومتى نحتفظ به، ولمن نخرجه، فأحياناً يكون الأمر ضرورياً وإذا لم نفصح عما بداخلنا ستكون هنالك عواقب وخيمة، أو ضرر كبير يقع علينا أو على من حولنا، وأحياناً يكون الاحتفاظ به أو بهذه الأسرار ضرورة تقينا شر وقوع المصائب، وهناك أمور يكون فيها الإفصاح أو يكون الإفصاح عنها وكتمانها واحد من حيث النتائج فهذه لا حرج فيها سواء بالسلب أو الإيجاب.

فالأمر -ابنتنا الفاضلة- يحتاج منك لإيجاد مقياس أو معيار تقيسين به الحسن والقبيح، أما بالنسبة للتعامل مع الوالدة فربما يختلف الأمر؛ لأن الوالدة لها حقوق وهي دائماً تحب الخير لبناتها، والصراحة معها ربما تجلب المنفعة، وليس المفسدة، وكل ما كنت قريبة منها ساعد ذلك في كشف الغموض وازدادت الثقة بينكما، والإنسان بخبرته يدرك ويعرف تماماً من هم الأشخاص الجادين في علاقتهم ومن هم غير ذلك، ودائماً ضعي في بالك القاعدة الفقهية (لا ضرر ولا ضرار)، وكذلك على الإنسان الابتعاد عن سوء الظن، وأن يثق في الآخرين حتى يثبت العكس، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً