الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من رعشة اليدين وأتناول البروبرانولول، فما رأيكم بالعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشتكيت من رعشة في اليدين فوصف لي الطبيب دواء بروبرانولول لمدة أربعة أسابيع، والجرعة تزيد مع تقدم الأسابيع، التزمت بالدواء لمدة أسبوعين، وعلمت أنه عند إيقاف تناول الدواء سترجع الرجفة، فقررت تناول الدواء فقط عند الحاجة التي أريد فيها ثبات يدي، ما نصيحتكم؟

هل أرجع وأستمر بالجرعة المطلوبة إلى أن أنتهي من الدواء، أم أتوقف وأتناوله عند الحاجة فقط؟

مع العلم أنني في المرات التي أردت تجاوز الجرعة فيها شعرت بارتفاع في الضغط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

البروبرنانول دواء ممتاز جداً لعلاج الرعشة الجسدية خاصة رعشة اليدين، ومن أسباب هذه الرعشة القلق النفسي، وفي بعض الحالات تكون الرعشة ناتجة من زيادة في إفراز الغدة الدرقية، وبعض الأشخاص الذين يكثرون من تناول الكافيين من خلال شرب الشاي والقهوة بكميات كبيرة قد تحدث لديهم هذه الرعشة، كما أنها توجد لدى بعض الأسر أي أن الجانب الوراثي يلعب فيها دوراً.

وعقار بروبرنانول يعالج بصورة فاعلة جداً، لكن طبعاً قبل أن نعطي البروبرنانول إذا كان هنالك سبب يجب أن نزيله، مثلاً إذا كان هنالك قلق، القلق يعالج من خلال إعطاء الأدوية المضادة للقلق، مثل عقار ديناكسيت بجرعة حبة واحدة في اليوم، ومن خلال تطبيق تمارين الاسترخاء، ومن خلال الحرص على التعبير عن الذات وتجنب الكتمان، وهكذا، هذه كلها آليات مهمة جداً في علاج الرعشة الناتجة من القلق النفسي، وطبعاً إذا كانت الرعشة ناتجة من ارتفاع هرمون الغدة الدرقية؛ هذا يمكن أيضاً أن يعالج من خلال تناول الدواء المضاد لارتفاع الهرمون.

هذا حالات نادرة لكن مهمة، لأنها تعالج، ومن الواجب أن أذكر لك ذلك، وطبعاً يفضل أن تقومي بإجراء فحوصات عامة تتأكدي على الأقل من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك مستوى الهموجلوبين.

تناول الدواء بصفة عامة إذا لم يكن هنالك سبب، أو كان السبب هو القلق مثلاً: يتم تناوله على الأقل لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع بصفة مستمرة وليس عند اللزوم، والسبب وراء ذلك هو أن استعمال الدواء بصورة مستمرة وغير متقطعة يؤدي إلى ما نسميه بالبناء الكيمائي السليم للدواء، وهذا يؤدي إلى نتائج علاجية إيجابية جداً.

أيتها الفاضلة الكريمة: تناولي الدواء حسب ما وصفه لك الطبيب، وبعد ذلك يمكن أن يكون موجودًا معك لاستعماله عند اللزوم، هذه هي الطريقة الصحيحة، ويجب أن نبحث عن السبب ونعالج السبب، ويمكن بعد ذلك استعمال البروبرنانول والذي يعرف باسم اندرال إذا لزم الأمر.

بالنسبة للبروبرنانول هو في الأصل دواء يخفض ارتفاع ضغط الدم، فلا يمكن أن يكون هو سبب ارتفاع الضغط، هذا أمر غريب نسبياً؛ لأن البروبرنانول بجرعة 60 مليجراماً أو أكثر يساعد في علاج ضغط الدم، وهذا الدواء قبل 40 - 50 سنة كان هو العلاج الرئيسي لعلاج ضغط الدم، ولتخفيض ضغط الدم، فلا أعتقد أنه هو السبب أبداً في ارتفاع ضغط الدم، وأرجو أيضاً أن تتابعي هذا الموضوع مع الطبيب، وبصفة عامة يجب أن لا تتجاوزي أبداً الجرعة الموصوفة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً