الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يرفض إخبار أهله بتصالحنا.. هل هذا تصرف صحيح؟

السؤال

السلام عليكم.

حصلت لي مشكلة مع أهل زوجي، وزوجي ترك البيت فترة ثم رجع، ولم يقل إننا رجعنا أو تصالحنا، وكلما قلت له: قل لأهلك إننا رجعنا، وأنك معي، يقول لي: لا، ويذهب إليهم 3 أيام في الأسبوع طوال اليوم، هل أوافق بهذا؟ مع العلم أني متضايقة، وكل هذا أثر على أعصابي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أختنا في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على إصلاح العلاقات، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر لنا ولكم الزلات والذنوب.

لا شك أن هذه المشاكل التي تحدث والتوترات التي تحصل بين أهل الزوج والزوجة أو العكس تحتاج إلى حكمة، وتحتاج إلى حنكة، وتحتاج إلى صبر، وتحتاج إلى تفاهم بين الزوجين، أما وقد رجع الزوج إليك، فهذا هو الأصل، وزوجك مطالب بأن يحسن إليك، فيعطيك حقك، ويحسن إلى أهله، وأنت ساعديه على أن يوازن.

وإذا كان قد رجع إليك، فهو قد فعل صواباً وخيراً، ولا تضايقيه في إخباره أهله، ولكن شجعيه أن يختار الوقت المناسب، والأسلوب المناسب، والأمر بينه وبين أهله، المهم الشرع الذي يأمره ببر أهله هو الشرع الذي سيحاسبه إذا قصر في حقك، فكوني عوناً له على الطاعة واستمري في التشجيع، ولا تتضايقي من هذا الأمر، فلعل عنده خطة يريد أن يختار وقتًا معينًا، أو بعد مدة يخبرهم، المهم هذه الأمور تدار بحكمة، ولا تجعليها مصدر إزعاج بالنسبة لك، فما حصل من رجوع هذا حق لك، وأصاب الزوج عندما رجع إليك، وعليه أيضاً أن يحسن اختيار الوقت الذي يخبر أهله حتى تعود الأمور إلى وضعها الصحيح.

وإذا كان قد حصل منك تقصير في حق أهله، فاعتذري لهم، وبادري بالإحسان، وإذا كانوا أساؤوا إليك، فأرجو أن تسامحيهم إكراماً لزوجك، مثل ما يقول أهلنا المصريون: "من أجل عين تكرم ألف عين"، والزوجة الذكية مثلك تصبر على أهل الزوج إكراماً لزوجها، وعندها ينبغي أن يبادلها الزوج الوفاء بوفاء، فيكرم أهلها ويصبر عليهم إن حدث منهم أيضاً أمر يضايقه، وإذا لم نصبر على أهلنا أهل الزوج وأهل الزوجة فعلى من يكون الصبر؟!

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأرجو أن لا تتضايقي من هذا الأمر، ولكن شجعي دائماً الأمور الطيبة، وكوني عوناً له على الوفاء، وأعتقد أنه كما قلنا سيأتي اليوم الذي يخبرهم، ويعرفون فيه، وأرجو أن تتهيئوا لذلك اليوم لتصفى العلاقات، ويحصل التواصل بينكم؛ لأن هذا هو الذي تريده الشريعة، واعلمي أن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر.

نسأل الله أن يقدر لكم الخير، ثم يرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً