الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج الأعراض الناتجة عن القلق والمخاوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 17 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ 4 أشهر، ولكنه ليس بالشديد، منذ شهر أصبح لدي فرط الوعي في التنفس، وحركة اللسان، والبلع، وإمساك مزمن، فهل السبب القلق والتوتر؟ وصارت رغبتي الجنسية ضعيفة، وأحياناً أشعر بصداع في منطقة الجبهة والعين.

وأنا في مرحلة الشهادة الثانوية هذه السنة، وأريد أن أتعالج طبيعياً في المنزل، دون الذهاب لطبيب نفسي، لأني في منطقة نائية بعيدة، وهل يوجد دواء دون وصفة طبية يساعد في حل هذه المشكلة؟ وهل فرط الوعي يؤثر على المستوى الدراسي؟

أرجو الإجابة على سؤالي.

وشكراً لكم على هذا الموقع الجميل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

طبعًا في مثل عمرك هناك متغيرات كثيرة نفسية وبيولوجية ووجدانية وفسيولوجية، وأنت -كما تفضلت- مُقدمٌ على امتحانات الشهادة، فهذا ربما يزيد من قلقك قلقًا بسيطًا، و-كما تفضلت- أصبحت لديك شدة ملاحظة ومتابعة، ورصد للتنفُّس لديك وحركة اللسان والبلع، وذلك طبعًا ناتج من فرط الوعي، أو المراقبة -كما تفضلت وذكرتَ ذلك- ومن الواضح أنه لديك هذا القلق وهذا التوتر الذي تحدثت عنه، ولا أرى أنك تعاني من رهاب اجتماعي حقيقي.

إن كان لديك أي تردد في المواقف الاجتماعية، فيجب أن تقتحم هذه المواقف، وأن تُحقّر فكرة الخوف، وهناك ممارسات طيبة جدًّا كممارسة الرياضة الجماعية، والصلاة مع الجماعة في المسجد، هذه حقيقة تزيد من المهارات الاجتماعية النفسية، ممَّا يبعد الإنسان تمامًا عن الرهاب الاجتماعي.

طبعًا الصداع غالبًا ناتج من الانشداد العضلي الذي يحدث في فروة الرأس، وهو نتيجة للتوتر، لكن طبعًا التأكد أيضًا من النظر مهم، وكذلك صحة الأسنان والأذنين والجيوب الأنفية، هذه كلها قد تؤدي إلى صداع، فإن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب -حتى ولو كان طبيبًا عموميًا- هذا سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، وأرجو أن تمارس رياضة المشي، أو الجري بصفة مستمرة.

هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هي تمارين مفيدة جدًّا، و-إن شاء الله- تعود عليك بخير كثير، أرجو أن تستفيد من استشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015)، وتطلع على كل تفاصيلها، وتطبق كل ما ورد بها من إرشاد حول التمارين الاسترخائية.

أرجو أن تنظم وقتك فيما يتعلق بالدراسة، تجنّب السهر تمامًا، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في الخلايا الدماغية، وكذلك الخلايا الجسدية، ويستيقظ الإنسان نشطًا، وله طاقات ويحسُّن كثيراً من الدافعية، وبإذن الله تؤدي صلاة الفجر، ومن بعدها تدرس لمدة ساعة مثلاً، هذا -إن شاء الله تعالى- يُساعدك كثيرًا، هذا الإنجاز الصباحي دائمًا يعطي دفعة معنوية ونفسية إيجابية جدًّا للإنسان، ليُحسن إدارة وقته في بقية اليوم، ويستقبل الدروس بصورة إيجابية جدًّا.

لا تشغل نفسك بموضوع الرغبة الجنسية -إن شاء الله- هي سليمة تمامًا، هذا كله متعلق بالتوتر والقلق، سأصف لك دواءً -إن شاء الله- مفيداً، دواءً بسيطاً جدًّا، يُعرف باسم (السيبرالكس) واسمه العلمي (الاسيتالوبرام)، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرامات من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات –، تتناول جرعة البداية هذه لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة – أي عشرة مليجرامات – يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول السيبرالكس.

هذه جرعة صغيرة من هذا الدواء، وهذا الدواء مفيد جدًّا لعلاج القلق والتوترات، وليس له آثار جانبية حقيقة، ولا يُسبب الإدمان، و-إن شاء الله تعالى- سوف تحس بالاسترخاء الكامل، خاصة إذا قمت بتطبيق الإرشادات الأخرى بجانب المساندة الدوائية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً