الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مؤخراً أصبحت تنتابني أعراض غريبة عند مقابلة المسؤولين.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على جهودكم التي تبذلونها لمساعدة المرضى النفسيين -عافاهم الله-، وجعله في ميزان حسناتكم، لا أود الإطالة عليكم، وسأختصر نص السؤال ليسهل الرد علي بالسرعة الممكنة.

نص السؤال:
أنا شاب في الأربعينات، أصبت منذ حوالي 12 سنة بمرض نفسي، وشخص على أنه اضطراب ثنائي القطب، وأعطاني الطبيب أدوية أستمر عليها طيلة حياتي، وكل فترة أذهب لزيارته يتأكد بأن بعض الأعراض اختفت أو جميعها، وإذا ما اختفت يقوم الطبيب باستبدال بعض الأدوية.

سؤالي هو: أنه منذ فترة قصير قرابة الشهر أحسست بزيادة ضربات القلب، وضيق في التنفس عند مقابلة الأشخاص، وخصوصاً المسؤولين لدي في العمل، يصاحبه ارتباك، وصعوبة في شرح المسألة، فذهبت للطبيب، ووصف لي دواء اريبيبراول، بالإضافة إلى لاميكتال وولبترين وديباكين، واستمررت عليهم لمدة أسبوعين لحد الآن، ولم تذهب هذه الأعراض.

أرجو من حضراتكم توجيهي إلى ماذا أفعل لأتخلص من هذا العرض؟

وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية حالات معروفة جداً، وتتطلب الحرص في العلاج، ومواصلته ومتابعة الطبيب، من يقوم بذلك إن شاء الله تعالى يعيش حياةً طيبةً ومستقرةً جداً، والآن الأدوية الحديثة حقيقةً ممتازة جداً في علاج هذه الحالات، ومعظم الذين يعانون من هذه الحالة يحتاجون لدواء أو دواءين في معظم الأحيان.

ومن الضروري جداً أن يكون نمط الحياة إيجابيا، أن تعيش حياةً طبيعيةً إيجابيةً، أن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضة، أن تقوم بواجباتك الاجتماعية، وواجباتك الدينية، وواجباتك المهنية، أن تقرأ أن تطلع، أن تحسن إدارة الوقت، هذه كلها -يا أخي- متطلبات علاجية مهمة جداً، وذلك بجانب الحفاظ على العلاج الدوائي.

الحالة التي استجدت في حالتك، والتي يظهر أنها نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط، أقول لك -يا أخي- هذه تعالج من خلال المواجهة، من خلال تحقير فكرة الخوف، من خلال ممارسة رياضة جماعية مع بعض الأصدقاء، من خلال الحرص على صلاة الجماعة، خاصة في الصف الأول، فأنت تحتاج لشيء مما نسميه بالتعرض أو التعريض، هذا علاج أساسي وضروري مهم.

ويجب أيضاً أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وممكن للأخصائي النفسي الموجود مع الطبيب أن يدربك على هذه التمارين، فهي مفيدة جداً، طبعاً العلاجات الدوائية أيضاً مهمة وضرورية، والطبيب أعطاك حقيقةً أدوية كافية جداً، لن يكون من الحكمة حقيقةً أن أضيف إليها أي شيء بخلاف عقار يسمى اندرال بروبرننول بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساءً، هذا سوف يزيل زيادة ضربات القلب، ويساعدك أيضاً في ضيق التنفس، وهو في ذات الوقت لن يؤثر سلباً أبداً على الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هذا هو الذي أنصح به أيها -الفاضل الكريم-، وإن شاء الله تعالى سوف تزول حالة الرهاب الاجتماعي البسيطة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً