الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرقي نفسي فأنا أشعر بالوحدة وعدم التركيز؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف أرقي نفسي من الحسد والعين؟ فأنا أشعر بعدم التوفيق وعدم الترتيب في حياتي، وأشعر بالوحدة والخذلان، أنسى كثيراً، ولا أستطيع التفكير بشكل سليم، كما أنني صرت تخصص حوادث حدثت في الثلاثة أشهر الماضية حوادث كثيرة متعلقة بي، حتى أنني أشعر بأني نحس من ضياع أدواتي، ومرض والدي، وحتى أصدقائي خذلوني، ونصب علي، وتعطلت كل أجهزتي، والكمبيوتر المحمول، وهاتفي، ولا أستطيع التركيز في مذاكرتي، وأوبخ كثيراً في الكلية، لا أعلم ما هو السبب؟ هل من إجابة؟

مع العلم أن حياتي كانت جيدة حتى تعاملت مع بعض الأشخاص الأقل مني لظروف خارج استطاعتي، وكنت أشعر بالحسد منهم، ولكني تركتهم الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي بارك الله فيك:

أولاً: لكل مشكلة أسبابها التي تقود إليها، وآثارها التي تعرف بها، والعاقل أختنا الكريمة من يبحث ابتداء عن الأسباب المنطقية قبل أن يرحل الخطأ على العين والحسد.

ثانياً: لا نعني أن العين والحسد غير موجود، ولكن ما نعنيه أننا أحياناً نندفع خلف سبب خاطئ ونجتهد في علاجه وتقويمه مع أن الخلل موجود ولم يتغير، وذلك لأننا وضعنا العربة قبل الحصان، المنطق يقتضى السير وفق: التفسير العلمي: مثلاً حدث حادث؛ لأني لم ألتزم السرعة، ولأني لم أنتبه لأنني كنت مشغولة، كل هذه أسباب منطقية ولا علاقة لها بالحسد، مثلا النسيان الكثير قد يكون سبب التشتت الذهني، أو عدم التكرار عند القراءة، أو عدم المذاكرة بطريقة صحيحة، أو الوهم بأن حسداً وعيناً تلاحق الإنسان مما يجعله مضطرب وغير مركز تماماً، وهذا أمر متفهم، المهم ضعي أولاً الأسباب واجتهدي في علاجها، فإن لم تجدي سبباً منطقياً فتحليلك من هذه الزاوية سليم، وعليك بالاعتماد على الرقية الشرعية وهي كافية بإذن الله تعالى.

ثالثاً: كل ما تحدثت عنه أيتها الكريمة هو أمر يحدث وله تفسيره الطبيعي، وهناك من هن أشد منك حالاً، ولو اطلعت على كلام بعضهم لعلمت أنك في عافية كثيرة.

رابعاً: إننا نريدك أن تهتمي بالتحليل المنطقي، وأن تجتهدي في إزالة هذا الخلل متى ما وجد، مع المحافظة على الرقية الشرعية وبهذا يكون السير منطقياً.

خامساً: الرقية الشرعية:
أولاً: قراءة الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والمعوذات وقل هو الله أحد.
ثانيا: الرقية بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي وقوله: (بسم اللهِ أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسدٍ، الله يشفيك، بسم الله أرقيك)، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
(اللهم رب الناس أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا).
(أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامّة).

ثالثاً: قراءة سورة البقرة كل ليلة فإن لم تستطيعي فالاستماع لها.
رابعاً: المحافظة على الأذكار الصباحية المسائية وأذكار النوم.

سادساً: إذا شككت في أحد معين أنه أصابك فيمكنك أن تطلبي منها أن تتوضأ ثم تأخذين ما يسقط من الوضوء ثم تغتسلين به، فإن كانوا أو كانت إحداهن فإن الشفاء بإذن الله محقق. فإن عجزت عن ذلك فخذي أي فضل ماء لهم ولو في كوب ماء ثم اغتسلي به.

إذا فعلت ذلك أختنا فاعلمي أنك محصنة بأمر الله ولن يضرك مكروه، ونوصيك أختنا بكتابة الرقية الشرعية على موقعنا وستجدين منها المكتوب ومنها المقروء، إنا نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً