الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير تيسر ثم تعسر أمر خطوبتي بعد الاستخارة؟

السؤال

السلام عليكم.

ما هو تفسير أني استخرت ربي في إتمام الخطوبة على إحدى البنات، ثم تيسر الأمر بصورة كبيرة، من جهة أهلي، ولكن بعدها تغير قلبها تجاهي ثم قالت لإحدى قريباتي أنها لا تفكر في الزواج حالياً، مع أنها كانت قد وافقت علي! هل هذا خير لي بما أني صليت استخارة مرتين؟ وهل إذا عادت ووافقت أوافق أنا كذلك أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرضّك به. وقد أحسنتَ - ولدنا الحبيب - حين لجأت إلى الله سبحانه وتعالى واستخرته بأن يُقدّر لك الخير، ونتيجة الاستخارة هي تيسير الأمر إذا كان الله -عز وجل- قد اختاره لك، فإذا يسّره الله تعالى فإن شاء الله تلك علامة على أنه هو الأمر الذي اختاره وقدّره لك وفيه الخير والبركة، وإذا تعسّر ذلك الأمر وحالت بينك وبينه أمور فهو دلالة أيضًا على أن الله تعالى اختار لك خلافه.

وبهذا تعلم أنه إذا يسّر الله تعالى إتمام الزواج بهذه الفتاة فإن شاء الله يكون في ذلك الخير لك، والنفع والتوفيق، وإذا قدّر الله تعالى أسبابًا حالتْ بينك وبين الزواج بهذه الفتاة فإن ذلك يكون اختيار من الله سبحانه وتعالى لك ما هو خير لك وأنفع.

فينبغي أن تفوض أمورك إلى الله، وأن تحرص أنت على فعل ما ينفع، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك)، فإذا رأيت أن هذه الفتاة صالحةً لك ومناسبةً وفيها من الصفات ما يدعوك إلى الحرص على الزواج بها، فاحرص على أن تتزوجها، وذلك بأن تتمّ الخطبة وأن تفعل بالأسباب التي توصلك إلى هذا المقصود والمطلوب.

أمَّا إذا تعسّر هذا الأمر لأي سببٍ من الأسباب فينبغي لك أن ترضى بقضاء الله تعالى، وأن تعلم بأن هذا هو الخير، وقد قال الله في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فما يُقدّره الله تعالى هو الخير.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يُقدّره لك حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً