الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع التوفيق بين أمور حياتي مع كثرة أعمالي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، لدي أطفال وحامل، وأعمل مدرسة من الأحد حتى الخميس، وفي يومي الجمعة والسبت أكمل تعليمي في الجامعة.

سؤالي هو: كيف يمكنني التوفيق بين كل هذا؟ علماً بأني أعود إلى البيت من العمل منهكة جداً، وأعمل ما بوسعي في البيت، ويبقى العمل متراكماً علي، وفي المساء أقوم بواجبات زوجي، فلا أستطيع الدراسة أبداً.

لقد تعبت من هذه الضغوطات، وأفكر في أن أترك العمل أو أنتظر؛ لأني سأنهي تعليمي في شهر ٧ إن شاء الله؟

أرجوكم أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يسهل عليك كل صعب، ونرجو أيضًا أن تجدي المعاونة والتشجيع من زوجك.

حقيقة نحن سعدنا جدًّا بقيامك بهذه الواجبات الكثيرة، ونسأل الله أن يعينك، فليس سهلاً أن تكون للمرأة واجبات داخل البيت وتُعَلِّم في الخارج وتتعلم، لكن الله تبارك وتعالى يعينك.

إذا كانت الأمور ستنتهي في شهر سبعة فلا ننصح بترك العمل، ولكن ننصح بتنظيم الجدول، ترتيب الأمور، طلب المساعدة من الزوج، أو من الوالدة، أو من الأخوات، ففي الناس خير، وهذه الدنيا تقوم على التعاون، فهناك من يساعدك اليوم من أهلك وغداً تساعدينه، وهكذا الناس.

الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ ... بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ

فعليه نحن لا نؤيد ترك فرصة العمل؛ لأنها غالباً تكون فرصة نادرة، ولا نؤيد أيضًا تضييع الوقت في التفكير، لماذا وكيف؟ وإنما عليك أن ترتِّبي الجدول، وتعطي جسمك حظه من الراحة، وأيضًا تعطي الأطفال حقهم، والأطفال بحاجة إلى وقت نوعي، يعني الوقت حتى لو كان قليلاً إذا كان في اهتمام وتركيز مع الطفل؛ فإن هذا يُغنيه أكثر من الوقت الطويل الذي لا يكون فيه تركيز، إنما صياح وضجيج، وإنما عندما أُركز مع الطفل، تحضنيه، تمسحي رأسه، تكلميه، تسأليه، تلعبي معه ولو دقائق معدودة؛ فإن هذا يشبع ما عنده من احتياجات.

اهتمي كذلك بصحتك، وبهذا الجنين الذي في بطنك، ونرجو أن تجدي التعاون من الزوج وممَّن حولك، ونشرف جدًّا لو أن الزوج تواصل معنا، حتى نطلب منه أيضًا مساعدتك في هذه الظروف الخاصة.

نسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يبارك لكم في هؤلاء الأطفال، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً