الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلفت مع زوجي لأسلوبه في التربية، فأصبحت مشكلة

السؤال

السلام عليكم.

زوجي وصف ابنتي بالغبية؛ لأنها كسرت لعبة أختها بدون قصد، فقد كانت تريد أن تفتحها، وأعاد عليها الإهانة، مع العلم أنها ليست مخطئة، وأنا قلت له: هي ليست مخطئة، فلا تنعتها بالغبية، وليس خطئاً أن يعتذر الأب لأبنائه.

وللأسف، هو لم يتقبل الأمر، وأصبحت مشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

بالنسبة للموقف الذي حصل: قطعًا نحن لا نؤيد المسارعة إلى الإساءة للبنت؛ لأنها كسرتْ لعبة، أو لأنه حصل منها خطئا، فالخطأ لا يُعالج بالخطأ، ونتمنَّى أيضًا ألَّا تناقشي الوالد أو الزوج أمام الأبناء؛ لأن هذا من الإشكالات الكبيرة؛ أن يُشاهد الأبناء ويُلاحظوا الخصام والخلاف بينكما، فهذا يُلحق بهم الضرر الكبير.

لو فرضنا أن الأب أو الزوج أخطأ فقال مثل هذه الكلمة؛ فينبغي أن يكون العتاب والسؤال بعيداً عن هؤلاء الأبناء، بعيدًا عن آذانهم، بعيدًا عن أعينهم حتى لا يشاهدوا التوتر. وبكل بساطة يمكن أن تُصححي له الفكرة بعد أن تغيب البنت التي أسيء إليها، وعند ذلك يُلطّف معها الجو، ويحاول أن يُعالج الأمور معالجة صحيحة.

المهم عندنا أن يجدوا الأب والأم (الزوج والزوجة) عندما يكون بينهما وفاق وخطة موحدة، فهذا يُعتبر من أكبر الضمانات والأمور التي ينتفع منها الأبناء والبنات، فنتمنَّى أولاً: ألَّا يكون مثل هذا التصرف والجدال أمامهم، وأرجو أن توسّعي صدرك ويوسِع الوالد أيضًا أو الزوج صدره للنقاش، ونتمنَّى أيضًا احتواء المشكلة حتى لا تكبر، فالموضوع لا يستحق، وأنتما بحاجة إلى أن تتفاهما، والخطأ وارد من كل الأطراف، لكن ليس هنا الإشكال، فكل ابن آدم خطّاء، لكن الإشكال هو أن تكون المعالجة خاطئة وتُعمّق الجراح، وهذا ما لا نريده أن يحصل لما له من أضرار على العلاقة الزوجية، وعلاقة الأبناء ومستقبل تكوينهم النفسي، لذلك أرجو أن ننتبه مستقبلاً لمثل هذه المواقف التي تمر داخل البيوت.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً