الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالنفس الدنيئة ومراقبة الناس أثناء تناول الطعام

السؤال

السلام عليكم

أتناول علاج كويتابين ٣٠٠، وفينلافاكسين ٧٥، عندما أقوم بضيافة الضيوف، وأجلس معهم أشعر ويشعرون أني أراقبهم، وأن نفسي دنيئة، وتظهر على وجهي ملامح الانزعاج والغضب، وعيني تذهب نحو الطعام، ولا أستطيع إبعادها عنهم.

كذلك عند تناول الطعام مع الأصدقاء عيني تذهب نحو أيديهم، وكيف يأكلون ويظنون أني منزعج عندما أتناول الطعام معهم.

كذلك عند رؤية شخص يتناول الطعام أمامي لا أستطيع شغل بالي عنه، ولا أستطيع إبعاد عيني وتركيزي عنهم، علماً بأن نفسيتي طيبة، فما هو العلاج المناسب لهذه الحالة؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع إسلام ويب.

أخي: نعرف أنه لديك حالة وسواسية، والذي ذكرته هو من صميم الوساوس، والوساوس أيًّا كان نوعها – إن كانت أفكارًا أو أفعالاً، أو اندفاعاتٍ، أو طقوسًا – تُعالج من خلال التجاهل والتحقير، فأنت مطالب – أيها الفاضل الكريم – أن تحقّر هذه الأفكار أولاً، وفكرة أن نفسك دنيئة وتظهر على وجهك: هذا أمرٌ ليس صحيحًا، لماذا تتهم نفسك بذلك؟ إذًا هذه الفكرة يجب أن تُرفض تمامًا، فالرفض لهذه الأفكار واستبدالها بفكرٍ مخالف هو خط العلاج الأول.

ذكرت أنك حين تتناول الطعام مع الأصدقاء تذهب عينك نحو أيديهم. أيها الفاضل الكريم: هذا قد يكون نمطًا وسواسيًّا، والأنماط الوسواسية تُوقف من خلال الإتيان بأنماط أخرى، فمثلاً قل لنفسك: (حين أتناول الطعام مع أصدقائي لن تذهب عيني نحو أيديهم أبدًا، بل سأقوم بالتركيز على طعامي وعلى مضغ طعامي) مثلاً، أو أي فكرة أخرى، المهم هو أن تستبدل، وتُطبّق، الاستبدال وتطبيق الفكرة بفكرة بديلة يصرف انتباهك تمامًا عن هذه الوساوس.

أخي الكريم: حسن إدارة الوقت ننصح بها دائمًا، كعلاج أساسي ورئيسي لعلاج الوساوس، وكما أشرت إليك في الاستشارة السابقة – والتي رقمها (2497418) والتي أجبتُ عليها قبل عشرة أيام تقريبًا – ونصحتك أن تذهب إلى الطبيب ليعطيك دواءً يكونُ أكثر تخصُّصيًا لعلاج الوسواس القهري.

الكويتيابين (Quetiapine) قد لا يكون هو العلاج المثالي، والفنيلافاكسين (Venlafaxine) يفضل أن يُستبدل، وحتى الكويتيابين بالرغم من أنه عقار رائع جدًّا، لكن توجد بدائل له، فالفنيلافاكسين يمكن مثلاً يُستبدل بعقار فلوفوكسامين (Fluvoxamine) أو عقار سيرترالين (Sertraline)، والكويتيابين يمكن أيضًا أن يُستبدل بعقار ريسيبيريدون (Risperidone) مثلاً.

أنا سأترك هذا الإجراء لطبيبك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً