الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اكتئاب مع جرثومة المعدة وأحتاج نصيحتكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانيت من حالة اكتئاب مفاجئة، وأصبحت منعزلًا تماماً، وأمعنت التفكير مالذي أنا فيه؟ لكن لم أستطع أن أجد جوابًا، أريد فقط أن أكون لوحدي، مع خوف شديد وقلق مستمر، بعدها أجريت تحليل جرثومة المعدة واكتشفت أنني مصاب بها، أخذت العلاج وتحسنت حالتي، ولكن الآثار النفسية ما زالت مستمرة، والآن أحس أنها عادت بقوة، وآثارها النفسية أشد من الأول، مع العلم أنني دائماً أشعر بالجوع، رغم أنني آكل كثيرًا، وزاد وزني خلال شهرين قرابة 20 كيلو، وعندما أشعر بالجوع ينتفخ بطني من الأعلى، وأتجشأ كثيراً، وعندما أصحو من النوم يأتيني ألم خفيف بالبطن، انصحوني -بارك الله فيكم-، والله إنني في حالة نفسية لا يعلم بها إلا الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تناول المخبوزات، والنشويات، والعصائر، والسكريات يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة؛ لأن ارتفاع مستوى السكر في الدم بسبب تناول هذه الأطعمة يرفع من مستوى الإنسولين الذي يحرق بعض السكر، ويخزن بعضه، ويحول الباقي إلى دهون، فيشعر الإنسان بالجوع السريع، فيعود إلى تناول نفس الأطعمة؛ مما يؤدي إلى زيادة سريعة في الوزن.

ويمكنك السيطرة على زيادة الوزن من خلال اتباع حمية البحر المتوسط، أي تناول البروتين النباتي والحيواني، ومنتجات الألبان، والخضروات المطبوخة، مثل: الفاصوليا، واللوبيا، والفول، والعدس، وتجنب السكر وكل طعام وشراب يدخل السكر في تكوينه، مع اتباع حمية الصيام المتقطع، وهي العشاء المبكر في السابعة مساء من نوعية الأطعمة المذكورة، وتناول وجبة الإفطار في العاشرة أو الحادية عشرة من صباح اليوم التالي.

وبالتالي يقل الوزن -إن شاء الله- دون معاناة الجوع، لأن البروتين النباتي والحيواني يمكث في المعدة والأمعاء مدة أطول، بخلاف السكر والنشويات سريعة الامتصاص والهضم.

والشعور بالاكتئاب أمر قد يحدث بسبب اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ، مما يؤدي إلى الإرهاق، والتعب، والنوم، وعدم الرغبة في الإنجاز، وإلى الهزال، والضعف العام، وعدم الرغبة في الخروج من المنزل، ويؤدي إلى الصداع أيضاً.

ويمكنك العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي، أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموماً لما تيسر لك من كتب، والدعاء، والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لفهم طبيعة حالتك الصحية، من خلال جلسات الحوار، ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي والسلوكي، وقد يصف لك أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين وبالتالي علاج الاكتئاب.

ويمكنك البدء في تناول حبوب cipralex 10 mg قرص واحد يومياً لمدة شهر، ثم نرفع الجرعة إلى 20 مج لمدة 10 شهور، نعود لجرعة 10 مج لمدة شهر ثم نتوقف عن تناول الدواء، وعموماً فإن أدوية علاج الخوف والهلع والاكتئاب تبدأ في تحقيق مفعولها بعد 15 يوما من بدء تناولها، فلا نستعجل نتيجة الدواء.

ولا مانع من عمل تحليل بول، وصورة دم CBC، وتحليل فيتامين B12، وتحليل فيتامين D، وعمل وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، وتحليل براز، وتناول العلاج والمقويات حسب نتيجة التحليل.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً