الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب القلق المستمر والضعف العام عندي؟

السؤال

أعاني من القلق المستمر والضعف العام، وليس لدي طاقة لعمل أي شيء، ودائماً ما أقوم بتأجيل أعمالي حتى لا أستطيع إنجازها، أنا الآن طالب في الدراسات العليا، وبنفس الوقت أعمل في بلد غريب عني وبعيد عن أهلي.

كما أنه ليس لدي من يقوم بدعمي عاطفيًا، أشعر أني مستهلك نفسيًا بشكل كبير، وكلما أقوم بتغييرٍ بسيطٍ في حياتي أشعر بتأثيره على المدى القريب ولكن أعود لنفس الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: يبدو من خلال ما وصفت من أعراضٍ كالقلق المستمر والضعف العام وعدم الرغبة أو القدرة على القيام بأي عملٍ، والصعوبة التي تجدُها من القيام بالأعمال التي تُريد القيام بها، وخاصَّةً أنك طالبٌ في الدراسات العُليا، وربما ما تعاني منه من الوحدة في بلدٍ غريبٍ عن بلدك، ولأنك بعيد عن أهلك ومصادر الدعم العاطفي الذي ذكرتَ.

أخي الفاضل: عندي شعور أن ما تعاني منه ليس فقط الغياب عن البلد، ولكن كأنَّ هنالك صورة وصفتها في سؤالك لحالة من الاكتئاب النفسي، والذي يمكن أن يُفسّر كل هذه الأعراض التي ذكرتَ، بالإضافة لأعراضٍ لم تذكرها لنا، كاضطراب النوم عندك، واضطراب الشهية للطعام، وربما نقص الوزن، وخاصة إنْ وجدت الأعراض هذه الثلاثة الأخيرة، بالإضافة إلى ما ذكرتَ في سؤالك، فربما هذا يُشير إلى تشخيص الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي - كما تعلم أخي الفاضل - عبارة عن مرض نفسي، له أسبابه، وأعراضه، وهو قابلٌ للعلاج.

أنصحك -أخي الفاضل- أن تراجع أحد الأطباء النفسيين الموجودين في تركيا، والأطباء العرب النفسيون من سوريين وغيرهم موجودون هناك، ولعلّك تسأل وتصل إلى واحدٍ منهم، ليحاول أن يقوم بفحص الحالة النفسية، فيضع التشخيص المناسب، ومن ثُمَّ يبدأ معك العلاج المناسب لتخرج من هذا الحال، وتُكمل دراساتك العُليا لتُنهيها ليس فقط بنجاحٍ، وإنما بتفوّقٍ بإذن الله سبحانه وتعالى.

العلاج قد يكون علاجًا دوائيًّا أو علاجًا نفسيًّا، والطبيب سيشرح لك كلًّا منهما.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً