الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في حالة نفسية صعبة بعد تناول مخدر المعجون، فكيف أتغلب عليها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة، وأم لطفل، أعيش حياةً سعيدة وهادئة، في إحدى الأيام أكلت مخدر المعجون من باب الضحك، وكانت هذه هي المرة الأولى عندما أكلته، اختلطت مشاعر الضحك والخوف من إيذاء ابني، مرت الليلة ونمت.

في اليوم التالي مارست حياتي عادية، ولكن وسواس إيذاء ابني بقي عالقاً في رأسي لمدة 5 أيام وأنا أعاني وأكافح حتى انهرت، فقررت الذهاب إلى الطبيب النفسي، فوصف لي دواء (anxiol) ربع حبة بعد الغداء ونصف حبة بعد العشاء، ودواء (alperide) حبة واحدة بعد العشاء، ودواء (sertam) نصف حبة صباحاً وحبة مساء لمدة شهر واحد.

أعيش حالة نفسية صعبة، ولا أستطيع القيام بأي شيء، أصبحت أخاف على ابني مني، هل سأعود كما كنت؟ وهل للدواء فعالية؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية.

لا شك أن تجربة تناول مخدر المعجون هي تجربة سيئة جدًّا مع احترامي لشخصك الكريم، وطبعًا الذي حدث هو بعد تناول هذا المخدر تغيّرت بعض المواد المتعلقة بكيمياء الدماغ، هنالك مادة الدوبامين والسيروتونين، وهي التي تتحكّم في مزاج الناس ودرجة الاستبصار والإدراك لديهم.

طبعًا لن تعودي لهذه التجربة أبدًا بعد ذلك، وهي حقيقة أمر مستقبح تمامًا، طبعًا اضطراب النواقل العصبية الدماغية أدى إلى الحالة النفسية التي تعيشين فيها الآن، حالة الوسوسة والقلق والمخاوف، لكن بحول الله وقوته إن شاء الله تعالى سوف تنتهي.

الأدوية التي وصفها لك الطبيب أدوية ممتازة وجيدة، واصلي في المتابعة معه، واجعلي نمط حياتك نمطاً إيجابياً، حقّري أفكار الخوف والوسوسة، كوني إيجابية، نظمي وقتك، تجنّبي السهر، احرصي على النظام الغذائي الإيجابي، عليك القيام بالواجبات الاجتماعية، احرصي على الصلاة في وقتها، ولا بد أن يكون لك ورد قرآني، وكذلك الحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء.

اجعلي لنفسك حظًّا في أن يكون لك أهداف في الحياة، أهداف على المدى القصير، وأهداف على المدى المتوسط، وأهداف على المدى البعيد؛ لأن وجود الأهداف وأن يضع الإنسان الآليات التي تساعده على الوصول لأهدافه من أفضل الطرق التي تُسعد الإنسان وتجعل حياته حياة إيجابية.

مثلاً الهدف الآتي قد يكون القيام بزيارة الأهل مثلاً، هذا هدف يتحقق في أربع وعشرين ساعة، ويكون مردوده الإيجابي كبير جدًّا.

الأهداف متوسطة المدى هي الأهداف التي يجب أن تتحقق خلال ستة أشهر، مثلاً: تحفظي ثلاثة أجزاء أو أربعة أجزاء من القرآن الكريم، هذا هدف، وبالمناسبة أن يسعى الإنسان إلى هدف معيّن هذا لا يمنعه من تحقيق أهداف أخرى في ذات الوقت.

وطبعًا على المدى البعيد الأهداف تكون: أن تسعدي نفسك وأسرتك، وأن تحسني تربية أولادك، وأن تستمري مثلاً في حفظ القرآن الكريم، وتطوري نفسك من ناحية المهارات الاجتماعية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً