الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طردت من عملي بسبب النوم الكثير ونقص التركيز؛ فهل هناك علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصاب بمرض الفصام، شفيت من أعراضه والحمد الله، ولكن عندما أنام أنام كثيرًا، ولا أستطيع أن أستيقظ صباحًا في السابعة بسبب الدواء، وعندما أخبرت الطبيبة، قالت لي: ليس الدواء هو السبب، فهل هذا صحيح؟ وأيضا أريد أن أسألك هل من علاج للنوم الكثير؟

مع العلم: أني أتناول مضادًا للذهان respirox.

أيضًا أعاني من نقص التركيز والنسيان، والتفكير الكثير؛ فهل هناك علاج لهم أم لا؟ لأنني طردت من العمل مرتين بسبب التأخر صباحًا بسبب النوم المفرط، وأيضًا بسبب عدم التركيز والنسيان في العمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Radwane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: مرض الفصام يمكن علاجه بصورة ممتازة جدًّا، وأنت الآن شُفيت، والدواء الذي تتناوله وهو الـ(ريسيبيريدون Risperidone) دواء ممتاز جدًّا، ويُمثّل جرعة وقائية بالنسبة لك، مرض الفصام أحيانًا بالفعل يكون مصحوبًا بشيء من تشتت التركيز، لكنّه ليس نسيانًا حقيقيًّا.

كثرة النوم -أيها الفاضل- ليس أمرًا معتادًا مع الريسيبيريدون، العلاج في بداياته ربما يُسبب زيادة في النوم، لكن بعد أن يتعوّد الإنسان عليه فلا يُسبب زيادة في النوم.

الذي أراه هو: أن تتناول الدواء مبكّرًا، وأنت لم تذكر الجرعة، الجرعة غالبًا ما بين اثنين إلى ستة مليجرام ليلاً، حاول أن تتناولها مبكّرًا، وتجنب السهر تمامًا، وسوف تستيقظ إن شاء الله مبكّرًا، وتؤدي صلاة الفجر في وقتها، بعد ذلك تقوم بالاستحمام، وتتناول كوبًا من القهوة، وتؤدي أذكارك، وتتلوَ شيئًا من القرآن الكريم، هذا أيضًا ممتاز جدًّا؛ لأن القرآن إذا قرأه الإنسان بتدبُّر وتجويد وتمعُّن يُساعد على التركيز.

إذًا النوم المبكّر مهمٌّ جدًّا لك؛ لأن هذا سوف يُجنبك النوم النهاري، وسوف يجنّبك النعاس في أثناء العمل أو التأخير عن العمل؛ والشيء الآخر وهو ضروري جدًّا، وهو: أن تمارس الرياضة، رياضة الجري، رياضة المشي، لعب كرة القدم، يجب أن تكون جزءًا من حياتك.

وأريدك أيضًا أن ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تصلي مع الجماعة، تكون شخصًا نشيطًا في الأسرة، تصل أرحامك وتصلي مع الجماعة، تكون شخصًا فعّالاً في الأسرة، تصل أصدقائك وتتفقد جيرانك، هذه كلها مكوّنات علاجية اجتماعية بسيطة جدًّا في حالتك.

أيها الفاضل الكريم: سيكون أيضًا من الجميل أن تجرِ بعض الفحوصات الطبية؛ لتتأكد من نسبة الدم لديك، تتأكد أنه ليس لديك فقر دم، تتأكد من مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12)، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى السكر، هذه كلها فحوصات مهمّة جدًّا، حيث إن النقص والاضطراب في أيٍّ من هذه المكونات ربما يضعف التركيز ويؤدي إلى الشعور بالخمول.

هذه هي نصائحي الرئيسية لك، وأريد أن أقول: إن صعب الأمر عليك فيمكن للطبيب أن يُغيّر العلاج، بالرغم من أن الرزبريادون دواء رائع جدًّا، لكن توجد أدوية تُساعد على تحسُّن اليقظة، ومنها: عقار يُسمَّى (اميسولبرايد Amisulpride)، وعقار آخر يسمى (إريبيبرازول Aripiprazole)، لكن الريسيبيريدون كما ذكرت لك هو أيضًا دواء رائع، دواء ممتاز جدًّا، ولا يسبب الخمول أو النعاس مع الاستمرارية في تناول الدواء.

الأمر من وجهة نظري هو أمر تنظيمي فقط يتعلق بإدارة الوقت، وتجنُّب السهر، وممارسة الرياضة، والتغذية السليمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً