الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عدم الاستيعاب والتركيز من أعراض مرض الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي سؤالان للدكتور محمد عبد العليم:

1 - هل عدم التجميع، وعدم الاستيعاب، وعدم التركيز، والذاكرة المتعبة من أعراض مرض الوسواس القهري؟

2 - هل ممكن أن أتعالج من الوسواس رغم وجود أعراض مرض الوسواس المتمثلة في عدم التجميع، وعدم الاستيعاب، وعدم التركيز، والذاكرة المتعبة؟

أرجو إجابة حضرتك، مع تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: طبعًا أعراض الوساوس القهرية أو وجود مرض الوسواس القهري يُؤدي كثيرًا إلى تشتت في الأفكار وإلى عدم التركيز، وذلك نسبةً لوجود القلق النفسي المصاحب للوسواس القهري، فالوسواس القهري دائمًا يكون مصحوبًا بقلق، قد لا يشعر به الإنسان، لكنّه يكون موجودًا في شكل قلق داخلي أو قلق مقنّع، والقلق هو واحد من الأمراض العُصابية الرئيسية، والوسواس القهري أيضًا يأتي تحت الأمراض العُصابية، أي غير الذُّهانية.

فنستطيع أن نقول –يا أخي–: إن أحد أسباب عدم التركيز وتشتت التفكير هو وجود الوسواس القهري.

بالنسبة لسؤالك الثاني: طبعًا يمكن أن تخفّ الوساوس، حتى وإن وجد المرض، وحتى إن وجد عدم التركيز والذاكرة المضطربة، وعلاج الوسواس ليس بالصعب أبدًا، توجد أدوية فعّالة جدًّا مضادة للوسواس، وهذه الأدوية أفادت الناس كثيرًا، وبالمناسبة هذه الأدوية -مثلاً: عقار فلوفوكسامين، أو عقار سيرترالين أو أي واحد من الأدوية الأخرى التي تستعمل لعلاج الوساوس- هي في الأصل أيضًا تُعالج القلق المصاحب وتُحسّن المزاج، وهذا يجعل الإنسان يعيش في شعور إيجابي، يتميز بهدوء النفس واسترخاء النفس والجسد، وهذا قطعًا يؤدي إلى تحسُّنٍ كبير في الذاكرة والتركيز.

فيا أخي الكريم: يجب أن تعالج هذا الوسواس، وطبعًا بجانب العلاج الدوائي؛ لا بد للإنسان أن يُحقّر الوسواس ويتجاهله، ولا يحاوره، ولا يُناقشه أبدًا.

الحمد لله العلاج الآن متوفر، فأرجو أن تراجع الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً